الجزيرة - عبدالعزيز العنقري :
واصل الذهب ارتفاعاته القياسية حيث سجل مستويات جديدة فاقت 1281 دولاراً للأونصة في بورصة لندن صباح الجمعة مرتفعاً من 1272 دولاراً لإغلاقه السابق يوم الخميس وذلك بسبب استمرار انخفاض الدولار أمام العملات الرئيسية عالمياً، حيث هبط أمام اليورو مسجلا 1.31 دولار لكل يورو وأمام الين مسجلاً 85.5.. ويأتي هذا الهبوط بسعر الدولار نتيجة لتدخل اليابان بأسواق الصرف من خلال بيعها للين للتأثير على ارتفاعه أمام الدولار، حيث قال وزير المالية الياباني يوم الجمعة إن بلاده ستحاول تبديد الانتقادات الدولية لتدخلها في أسواق الصرف عن طريق بيع الين من خلال إبراز التأثير الضار لارتفاع عملتها على الاقتصاد الذي يمر بمرحلة الانكماش، حيث باعت اليابان بحسب معلومات الأسواق ما وصل إلى 1.8 تريليون ين أي ما يعادل أكثر من 21 مليار دولار، وتأتي هذه الخطوة بهدف تعزيز الصادرات اليابانية وإبقائها في منطقة التنافسية مع البضائع الأخرى المنافسة من الدول الصناعية المصدرة كالصين وألمانيا مما عزز من تراجع الدولار الأمر الذي انعكس بدوره على أسعار الذهب لتحقق مستويات كبيرة لم يسبق الوصول لها من قبل وكان العديد من البنوك الاستثمارية العالمية مثل جولدمان ساكس توقعوا وصول أسعار الذهب إلى مستويات 1300 دولار قبل نهاية العام بسبب المخاوف الاقتصادية التي برزت بشكل كبير مؤخراً خوفاً من عودة الركود للاقتصاد العالمي مما يعني التحوط اتجاه أيّ أزمات اقتصادية مستقبلاً من خلال شراء الذهب الذي عكفت الكثير من البنوك المركزية مؤخراً على شرائه من الأسواق مثل البنوك المركزية في الصين والهند وسيرلانكا وروسيا، حيث دخلت تلك البنوك كمنافس للشراء مع صناديق التحوط والمستثمرين ولم ترحب الكثير من الدول بخطوة اليابان حيث اعتبرتها أحادية الجانب بحسب ما قاله جان كلود يونكر رئيس وزراء مالية منطقة اليورو ورئيس وزراء لوكسمبورج إن تدخل اليابان الأحادي لخفض قيمة عملتها ليس محل ترحيب وأن منطقة اليورو أبلغت اليابان بعدم موافقتها على ذلك.
وكانت مجموعة سيتي غروب قد توقعت في وقت سابق من العام الماضي ان يصل سعر الذهب لمستويات تفوق 2000 دولار خلال عامين مع ربطها ذلك بضعف الاقتصاد العالمي والمخاوف بعودة الركود له حيث كان لتفاقم أزمة الديون السيادية على دول منطقة اليورو والتي أشعلت فتيلها اليونان في وقت سابق من العام الماضي الدور الأبرز لتعزيز الاتجاه نحو الذهب، حيث حقق مكاسب كبيرة وتخطى حاجز 1260 دولاً معاها ليعاود الارتفاع لمستويات قياسية حالياً نتيجة لتجدد المخاوف في اقتصاد أميركا الأكبر عالمياً حيث مازالت مستويات البطالة مرتفعة عند مستوى 9.6 % وتراجع الدولار بشكل كبير مؤخراً بعد الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي الياباني وبحسب العديد من محللي الأسواق الدولية، فلن تعود أسعار الذهب للانخفاض إلا في حالات جني الأرباح التي تقوم بها الصناديق الاستثمارية الكبرى بالعالم أو مع ظهور بوادر تحسن وانحسار لأي توقعات بعودة الركود للاقتصاد العالمي وكذلك عودة البنك الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة التي تقف بالقرب من الصفر وهي الخطوة الغير متوقعة حالياً حيث يسعى الفيدرالي الأمريكي لتعزيز مستويات النمو بالاقتصاد التي يرى أنها هشة مما يعني طول فترة انخفاض أسعار الفائدة لتحسين سوق الإقراض وكان صندوق النقد الدولي قد باع عشرة أطنان من الذهب مؤخراً لبنغلاديش وهي الخطوة التي يريد من خلالها الصندوق توفير الأموال لتعزيز خططه بدعم الاقتصاديات الصغيرة المتضررة من الأزمة العالمية غير أن تراجع إنتاج الذهب عالمياً خصوصاً في أحد أكبر المنتجين عالمياً جنوب إفريقيا بسبب إعادة هيكلة مناجم الذهب فيها مما أدى لتراجع إنتاجها بما فاق 15% وساهم ذلك بارتفاع أسعار الذهب نتيجة شح المعروض وزيادة الطلب العالمي عليه.