مملكة البحرين الشقيقة والتي يصفها كل من زارها بلؤلؤة الخليج العربي والتي تمتاز بطيب وأصالة أهلها قد عاشت حالة غير معتادة من عدم استقرار أمنها بقيام خلية إجرامية ضالة تنكرت لسمو غايات القيادة الوطنية العليا في التسامح والعطف عليها فقابلت تلك الشيم الأصيلة بالنكران والتصدي التخريبي المسلح معرضة أمن الوطن والمواطن للخطر والتخطيط لتخريب المرافق الاقتصادية العامة والخاصة وترويع الأهالي بعبثها الصبياني بإشعال الحرائق ولصق المفخخات المتفجرة بسيارات المواطنين الآمنين كما نفذته عصابات الإرهاب في مدينة حمد مدمرة عدد من السيارات مما أثار الفزع والرعب لأهالي المدينة، جاءت هذه الأعمال الإجرامية كجزء من المخطط الإرهابي الواسع الذي خُطط له في دولة مجاورة تدعي الإسلام كما يحمل اسمها وهي بعيدة كل البعد عن المبادئ الإسلامية السمحاء الداعية للأخوة والمحبة والسلام.
وقد كشفت اعترافات الإرهابي سامي ميرزا وعصابته الستار الأسود لهذه الجهات الإقليمية التي تعتمد الطائفية المقيتة أيديولوجية سياسية لخدمة أهدافها التوسعية في منطقتنا العربية.
تزامن هذا التخريب الإجرامي مع إعداد حملات إعلامية مأجورة لبث السم بالعسل متباكية على حقوق الإنسان وهم من اغتال إنسانية مواطنيهم وخنق حرياته في التعبير وممارسة شعائرهم الدينية كما يتعرض أشقاءنا في بلوشتان ومكران وإقليم الأحواز والإخوة الأكراد وغيرهم من القوميات المكونة لشعب إيران الصابر.
إن العصابات الضالة التي زرعها أعداء شعب البحرين على أرضه تحت أسماء معروفة بانتمائها المذهبي كحزب الله وعصبة الحق وغيرها من الخلايا السرية لتسخرها تلك الأيادي الطامعة كرأس حربة متقدمة لتنفيذ مخططاتها الإجرامية التوسعية وقد آن الأوان أن نعي ونستيقظ مدركين خطورة هذه الفترة الصعبة التي يمر بها محيطنا الخليجي وأن يكرس كل إعلامي أفكاره لتسليط الضوء على هذه المخططات السوداء هادفين إلى توحيد القلم والبندقية لردع هذه الهجمات الشرسة المصدرة من مراكز إقليمية معروفة تسعى جاهدة لبث سموم الفرقة الطائفية لحصد مؤثراتها ونتائجها السلبية لإضعاف وحدتنا الوطنية لتمرير نيران حقدهم مهددة منطقتنا الخليجية بأكملها بإيقاظ خلايا عملائها المنتشرة في سواحل خليجنا العربي.
وإني أتساءل كمواطن عربي خليجي ما المصلحة الإعلامية من استمرار بث هذه الأبواق المأجورة وقد كثر عددها ومن المؤسف المؤلم أن بعض دول خليجنا العربي تحتضنها لتبث سمومها من أجوائها تنادي بالطائفية المذهبية والداعية للتفرقة الاجتماعية بحوارات استفزازية تتناول أعمق الثوابت الإسلامية والوطنية وطرحها بشكل مشوه كاذب وقد آن وقت نزع هذه الأقنعة المزيفة وتعرية وجوههم القذرة وتحصين مجتمعاتنا العربية من تأثيراتها السلبية ورد رمادها إلى عيونها رمداً يفقدها بصيرتها ويلجم حقدها.
هذه الفئات الضالة الغريبة عن معطيات أخلاقنا العربية لن تؤثر على وحدتنا الخليجية المتينة وستستمر معطيات الخير بالمزيد من المكاسب الاقتصادية والحريات السياسية والإنسانية التي جاء بها الميثاق الوطني الذي قدمه الملك حمد بن عيسى آل الخليفة لينظم العلاقة الاجتماعية والوطنية بين الدولة والمواطن البحريني ضامناً بإذن الله مستقبلا حرا ومزدهراً لكل أفراد هذا الشعب الأصيل معتمداً على عون الله سبحانه ومن ثم وحدة الشعب وقيادته المخلصة وسيقف شعب البحرين مع حكومته الوطنية صنفاً واحداً بأيدٍ متشابكة لتحمي المكاسب الخيرة التي تحققت بالجهد المخلص المتواصل من القيادة الوطنية الصادقة ولابد أن تصان من العبث غير الواعي من الطابور الخامس الذي تحركه أصابع معتدية تعتمد على سياسة الطائفية المقيتة محركاً لإحساسهم الإجرامي المخرب.
كل التقدير والإعجاب لرجال أمن البحرين لسهرهم على لؤلؤة الخليج العربي مملكة البحرين الغالية.. حفظها الله آمنة مزدهرة بإذن الله.
(*) عضو/ جمعية الاقتصاد السعودية - هيئة الصحفيين السعوديين