ليس مديحاً أملأ به فراغ الصفحة، ولا هو مجرد إطراء لحظي، ولا هي كلمات أمتدح بها هذا الرجل لأرجوه شيئاً، بل هي حقيقة أدهشت أهل الرياض وزوارها كل عيد، في الوقت الذي يجند سمو أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبد العزيز آل عياف الذي أراه (كما يفعل غيري) في واجهة الحدث كلما لاحت لنا أفراح الرياض نفسه ووقته وطاقته لخدمة العاصمة.
لا أود أن أبخس الزملاء في كافة لجان الأمانة حقهم، لكنني أجزم بأنه لولا وجود أمين الرياض (محفزاً) لما التأم هذا الجمع ولا كانت تلك اللجان تعمل ليل نهار لتعطي الرياض رونقاً وجمالية، حتى كادت العاصمة تتحرك من مكانها من فرط ما فيها.
سأتحدث اليوم فيما يخصني وهو (المسرح) الذي كافحت الأمانة وما زالت لتجعله عنواناً مبهجاً لها كل عام، مثلها مثل عواصم الدنيا التي ترى في (أبو الفنون) واجهة حقيقية لها ونبراساً وتهتم بروادها وأهلها، وتجعلهم نصب أعينها.
لا أمتلك إحصائية دقيقة لعدد المسرحيات التي عُرضت في الرياض من رحم الأمانة منذ أول يوم وحتى الأيام الماضية، لكنني أعتقد بأنها تجاوزت ما تعتقدون وأعطت الفرصة لعشرات الممثلين، ولم تحاب هذا على حساب ذاك، وأضحككم بلا شك كبار نجوم الدراما والكوميديا في السعودية والخليج والوطن العربي، والأيام القادمة حبلى بما لا تتوقعون.
ما أعرفه أن مئات الألوف قد استمتعوا خلال السنوات الماضية بالمسرح، وبالمناسبة فأمانة الرياض لم تُعط أهل الشمال فيها نصيب الأسد بل وزَّعت عروض مسرحياتها على كافة اتجاهات العاصمة وهؤلاء الذين حضروا ضحكوا واستمتعوا (مجاناً) في ظاهرة لا تتكرر كثيراً على وجه المعمورة.
أمانة الرياض لم تكن (ربحية) في مشروع ترفيه أبنائها وضيوفها، ولو فعلت لما كانت محل (ملامة) لكنها ترى بأن ما فعلته هذه السنة والسنوات الماضية يحمل أبعاداً أخرى أكبر وأسمى من تذكرة هنا أو هناك.
بنظري أن دور الأمانة لا يقتصر على المهام الرسمية المنوطة بها، بل إن دورها كصديق للإنسان أولاً هو الأهم ثم تأتي صداقتها واهتمامها بالبيئة والمكان في المقام الثاني، وهو الشيء الذي تسير عليه أمانة الرياض (حسبما أراه).
لا أقول إن أمانة الرياض وصلت إلى درجة الكمال لكنها بالتأكيد جعلته هدفاً لم تحد عنه يوماً، ولا أظنني هنا سوى مصافحاً للجهود التي بُذلت وما زالت تبذل، ومقدراً هذا التعب الذي لا يشاهده أحد سوى المهتمين في الأمر.
بالتأكيد فإننا مباركون لهذه الخطوات التي تستشعرها أمانة الرياض (سنوياً) في مسرحيات العيد واهتمامها بها، وهو الدور الذي أتمنى سنوياً أن تنتفض جمعية الثقافة والفنون لتقوم به، في الوقت الذي يشارك أبناؤها ومنسوبوها في فعاليات (الأمانة) بعيداً عن دور الجمعية الذي ما زال (متفرجاً) وغائباً (كلياً).
لستُ هنا أحاول مديح هذا على حساب ذاك، لكنني مؤمن بالأدوار الطبيعية والواجبات التي ليس من المستساغ رميها على الآخرين إلا في حالة (الإعاقة أو المرض أو الوفاة).
دعوني أعود بكم قليلاً إلى سمو الأمين الذي يحكي لي أحد الزملاء العاملين معه طيلة أيام السنة فيقول (وأعتذر له عن نقل ما فضفض لي به مرة).
يقول: هذا الرجل أشك بأنه مثلنا (ينام) ولا يترك فكرة تطرأ على باله أو ملاحظة إلى اليوم الثاني بل يبادر بالاتصال حتى في أوقات متأخرة، وليته يقف عند هذا الحد، لكنه يتابعها في اليوم الثاني والذي بعده حتى تنتهي، بل إن هذا الرجل لم أجد في قاموسه (من خلال معرفتي به) كلمة (مستحيل) بل إنه يؤمن بأن لكل عقدة حلاً.. يا أخي هذا أمانة في رجل. (انتهى).
يستحق الدكتور عبد العزيز آل عياف (الرجل الذي لم ألتقيه يوماً) يستحق تكريماً شعبياً من أبناء الرياض وحفاوة لما يقوم به لهذه المدينة التي توازي في حجمها حجم دولة، فله من المنجزات ما يدعم كلامي، ولن أختزل مشواره وجهوده في مسرحيات هنا وهناك بل إن نظرتي له الآن تجاوزت كل ما سبق.
تحية لكل من رسم ابتسامة في الرياض، وتحية لمن أحيا عيدها وأعاد للعاصمة ابتسامتها، تحية لمن جعل من الرياض حديقة لأبنائها والقادمين إليها، وتحية لمن جعل الرياض حديقة متعددة الألوان في كل أيامها، تحية لمن تقبل منا النقد قبل الثناء وتحية لمن جعل الرياض (عقاله).
