تزداد مساحة معارضة نظام ملالي إيران، فبالإضافة إلى المعارضة التقليدية الممثلة بمجاهدي خلق (مجاهدي الشعب)، التي أصبحت قوة سياسية داخل إيران وخارجه، تتسع كل يوم المعارضة من داخل النظام نفسه؛ حيث أخذت أعداد المؤيدين للحركة الخضراء (حركة الإصلاحيين التي يتزعمها مير موسوي ومهدي كروبي ومحمد خاتمي) تتزايد، وقد امتدت الانشقاقات داخل النظام إلى خارج إيران؛ ففي أقل من شهر أعلن ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين طلب اللجوء السياسي لهم ولأسرهم في البلدان التي يعملون بها بعد استقالتهم من عملهم المتمثل في مهمة تمثيل نظام أحمدي نجاد؛ إذ أعلن الدبلوماسي الإيراني في سفارة إيران ببروكسل فرزاد مرحانفيان انضمامه إلى معارضي النظام وطلبه اللجوء السياسي.
فرزاد هو الدبلوماسي الإيراني الثالث في أوروبا الذي يعلن انشقاقه وطلبه اللجوء السياسي لإحدى الدول الأوروبية، مؤكداً أن (أفعال أحمدي نجاد وحكومته لم تترك لي خيارًا، وآمل أن أكون صوت المعارضة خارج إيران).
هذه الانشقاقات، التي يتوقع لها أن تتزايد في الأيام القادمة، تهدّد بكشف (الأفعال القذرة) والأدوار الإرهابية لنظام طهران، خاصة في مطاردة المعارضين الإيرانيين وتدبير العمليات الإرهابية وتمويلها خارج إيران، وكذلك تدبير التجمعات والتظاهرات المعادية لبعض الدول العربية؛ إذ إن هؤلاء المنشقين من الدبلوماسيين الإيرانيين يعرفون الكثير من المعلومات وعن الأساليب التي يلجأ إليها عملاء النظام وتموّلها السفارات الإيرانية في الخارج، وهذا ما يزيد من الكشف عن الدور الذي يقوم به نظام طهران في تشغيل آلة الإرهاب العالمي وتمويله، كما أن حركة انشقاق الدبلوماسيين الإيرانيين التي ستتسع في الأيام القادمة ستزيد من عزلة النظام وإضعاف تأثيره الدبلوماسي، خاصة بعد أن زادت حدة الخلافات بين رئيس النظام أحمدي نجاد ووزير خارجيته منوشهر متقي الذي قد يستقيل هو الآخر ردًّا على تدخلات نجاد في تخصصاته وسلبه إياها، وتعيينه ممثلين دبلوماسيين لرئيس الجمهورية لشؤون الشرق الأوسط وآسيا وبحر قزوين وأفغانستان، مهمشًا وزارة الخارجية ومسببًا إحراجها من خلال تصريحات وأقوال هؤلاء الممثلين البعيدة عن اللغة الدبلوماسية.
jaser@al-jazirah.com.sa