قد تجتمع الظنون لتكون فكراً أحادياً؛ ولكن من المحال أن ترتقي تلك الرغبات الذاتية (النرجسية) فتتأدلج لتشكّل توجهاً لتلك القناعات التي يريدون فرضها (حكماً)
على مجتمع بأكمله..!
في إحدى السويعات (الهادئة) كنت أستمتع بقراءة إحدى مقالات الكاتب جهاد الخازن في صحيفة الحياة، وكان يتحدث فيها عن النقاب (السعودي) بالذات! فتارة يصفه بالعادة وتارة أخرى لا يعتقد بأن هناك نصاًّ شرعياً يدعم هذه المسألة وكأن المملكة قد خلت من العلماء؛ ليسترسل في التهكم به عندما يقول: (.. لاحظت أن عدد المنقبات زاد كثيراً ولن أدخل في جدل جديد، وإنما أقول فقط: إن بعضهن لا يكتفي بالنقاب، بل يستعمل نظارات سوداء أو يسدل ستاراً أسود على الرأس كله ومن دون فتحة للعينين، وأرجو ألا تؤثّر رؤية العالم الخارجي مغلفاً بالأسود في نفسية المنقبة، أو تمنعها من قراءة رأي شيخ الأزهر ومفتي مصر ووزير الأوقاف في النقاب...).
منذ مدة وأنا أريد التعليق على هذا المقال الذي شمل عدة مواضيع ولكن مشاغل الحياة حالت دون ذلك، وسأكتفي بالتعليق على مسألة النقاب التي لم ترق له وأخذ يُفَصِّل القول فيها (بازدراء) وكأنه رجل أشقر الشعر أزرق العينين لم تتجاوز قدماه شاطئ الأطلسي؟! وهو الشخص الذي يجوب العالم في دقيقة ففي فاتحة كل مقال لا بد أن يسرد رحلته السريعة (المضنية) من لندن إلى باريس فموناكو.. وهكذا دواليك ليشرع بعد ذلك في الموضوع الذي يطرحه... وهو المثقف الذي أجزم بأنه الأكثر اطلاعاً على ثقافات الشعوب وعاداتها في مختلف أنحاء العالم فلماذا حطت ناقته (العوراء) رحالها على نقاب السعوديات! مع أنه التزام شرعي وتقليد أصيل، وعلاوة على ذلك حرية شخصية، فالمرأة السعودية بخلقها الرفيع مثال للاحتشام والعفة، ولماذا لم يعترض على أزياء الشعوب أو الطوائف في البلاد العربية أو الأجنبية.. لماذا الرياض أو جدة..؟ أسئلة حائرة سأترك الإجابة عليها لزاوية (عيون وآذان).