تقرير - فيصل المطرفي

بدأ العد التنازلي لمواجهة آسيوية مرتقبة من الجماهير الرياضية الخليجية بشكل عام والسعودية على وجه الخصوص ويكفي أن نقول إن الغرافة القطري سيحل ضيفا على الزعيم الآسيوي « الهلال» الذي بدأت مساعيه مبكرا للدخول بكل أسلحته في الاستحقاق القاري ليعود مجدداً ويعانق الذهب الآسيوي وباتت جماهيره طوال الاشهر الأربعة الماضية تترقب بشغف مواجهة دور الثمانية ضمن منافسات دوري ابطال آسيا وذلك بعد ان عبر الهلال محطة دور ال16 بفوزه بثلاثية نظيفة امام بونيودكور الاوزبكي يوم الاربعاء 12 من مايو وأعلن ترشحه للدور الربع نهائي لتبدأ الجماهير الهلالية رحلة الشغف والانتظار لبقية مشوار الفريق في البطولة التي طال انتظارها من انصار الفريق الازرق رغم ان الأخير ما زال يتسيد القارة ويتزعمها ب6 ألقاب نصبته ناديا للقرن على مستوى القارة الأكبر.

رحلة الترقب تخللها الكثير من الاحداث داخل دهاليز النادي الكبير ومر الفريق الازرق بالعديد من المراحل راقبها الرياضيون بتفاصيلها الدقيقة ليرسموا ملامح الفريق الازرق وكيف سيكون ظهوره مجددا في الاستحقاق القاري، وكانت رحلة الاعداد للفريق الهلالي طويلة من خلال مروره بالعديد من المحطات إذ منح لينز النمساوية حقوق المحطة الاولى قبل ان يتجه لأبها التي جهزته لسباق الدوري السعودي بينما كانت مواجهات (زين) هي الاختبارات الحقيقة لعناصر الفريق قبل خوض الغمار الآسيوي الذي توقفت منافساته في قبل اشهر ويستكمل ركضه قريبا ليسجل الاتحاد الآسيوي اغرب الطرق من خلال اقرار المسابقة الاهم على مستوى الاندية على موسمين رياضيين منفصلين بيد ان اندية غرب آسيا على وجه الخصوص لا تملك ان تغير شيئا في النظام المحدد سوى انها تنصاع وتسعى لتبديد كل أنواع المعاناة التي تعتري الصفوف وتهدئ من تذمر الاجهزة الفنية الاوروبية العالمية.

رحلة اعداد الزعيم سعينا في (الجزيرة) لرصدها عبر هذا التقرير بالمرور على أبرز الاحداث التي مرت عليه في الاشهر الماضية قبل ان يطلق الياباني توما ماساكي صافرته مساء غدٍ إيذاناً ببدء المنعطف الاهم لنجوم نادي القرن الآسيوي امام فهود قطر.. فإليكم:

البداية.. أوروبية بشهادة لينز النمساوية

كانت بداية الركض الفعلي لعناصر الفريق الهلالي في المعسكر الاعدادي في مدينة (لينز) النمساوية بعد الاجازة التي منحت لهم بعد انتهاء الموسم الرياضي الماضي وحرص الهلاليون على تكرار تجربة المعسكر ماقبل الماضي بعد النجاحات التي حققها الفريق في منافسات الموسم الماضي إذ نجح الهلاليون وبامتياز بإعداد الفريق بشكل قوي حتى صال وجال وحقق أهم الألقاب ويكفي ان نشير إلى ان الدوري السعودي حسمه الهلال وفي سابقة تاريخية قبل نهايته بثلاث جولات.

وبالعودة للمعسكر الهلالي الاخير في يوليو الماضي كان مدرب الفريق ايريك جيرتس قد كلف الفرنسي ديديه فيليب بتكثيف النواحي اللياقية للفريق الذي انتظم فيه غالبية اللاعبين عدا الكوري يونج بيو الذي منح اجازة خاصة بعد مشاركته مع منتخب بلاده في مونديال كأس العالم بجنوب افريقيا، وكان بعض اللاعبين أمثال ياسر القحطاني وويلهامسون وفيصل الجمعان قد تلقوا جرعات طبية مكثفة خلال فترة المعسكر قبل انخراطهم في التدريبات الجماعية، وخاض الفريق خلال المعسكر الاعدادي 4 لقاءات ودية امام كلا من (رابيد لينز النمساوي - تيم شواريا الروماني - اف سي كولون الالماني - فالنسيا الاسباني) ووقف الجهاز الفني على جاهزية اللاعبين من خلال اشراكه لاكبر قدر من اللاعبين قبل ان يختتم المعسكر الذي امتد لـ22 يوما».

في ابها.. أبدع الهلال وخسر النخبة

اتجهت البعثة الهلالية إلى ابها بعد انتهاء معسكره بـ48 ساعة استعدادا لبدء منافسات دورة النخبة الدولية الودية التي وافق الهلاليون على المشاركة فيها لتكون الاختبار الاخير للفريق الازرق قبل الشروع في منافسات دوري زين للمحترفين، وجنى الجهاز الفني الازرق ثمار المشاركة في الدورة إذ تمكن من اشراك وادخال العديد من اللاعبين المصابين في أجواء المباريات مجدداً وقدم عناصر الفريق مستويات جيدة خلال مباريات الدورة حتى بلغ النهائي وخسره أمام شقيقه الشباب بضربات الترجيح.

أمام التعاون ظهر حامل اللقب بلا هوية

افتتح حامل لقب الدوري السعودي مشواره بمواجهة التعاون في الخامس من رمضان وكان أنصار الفريق يترقبون الطلة الاولى لفريقهم في سباق دوري زين، وقدم الازرق مستوى باهتا طوال دقائق المواجهة ولم يقدم أي شيء يذكر سوى ان لاعب وسط الفريق عبداللطيف الغنام استثمر احدى الكرات العرضية وترجمها في مرمى الضيف الجديد لدوري الممتاز ليحرز هدف الفوز الوحيد.

في الرس.. حصد الزعيم الأهم

ربما لا يختلف الكثير من الشغوفين على متابعة الدوري السعودية ومنافساته بأنه أغلبية الفرق تسعى لحصد الفوز أمام الحزم بالرس كون ان الملعب الذي يحتضن المباريات في الرس لا يساعد اي فريق او بالاصح اي لاعب كرة قدم على تقديم ما يختزله من امكانيات مما دعا الاندية إلى البحث عن نتيجة الفوز دون الالتفات لجانب المستوى وبهذه السياسة أنهى الفريق الهلالي مباراته الثانية أمام الحزم بفوز ثمين بهدفين للاشيء سجلهما عيسى المحياني والمحترف البرازيلي نيفيز.

عادت خماسيات الهلال عبر بوابة الفيصلي

ظهر الهلال الحقيقي وبدأ بتقديم المستويات المعهودة عنه وقدم كل صنوف الامتاع في مواجهة الفيصلي بالرياض وكرر الزعيم خماسياته التي أدمى بها شباك الخصوم وكان بطل دوري الدرجة الاولى هو الضحية الجديدة بعد ان طمأن أفراد الفريق الهلالي جماهيرهم بمستوى لافت وتحديداً في الحصة الثانية من المباراة التي شهدت تسجيل الخمسة أهداف عن طريق رادوي وويلهامسون فيما أطلق قناص الفريق ياسر القحطاني سهامه في 3 مناسبات ليحرز الهاتريك الاول في مسابقة الدوري انعش بها المدرج الازرق.

من مكة حجز الزعيم الصدارة قبل التوقف

قبل ان تتوقف عجلة دوري زين في احدى (محطات) التوقف المتكررة التي اعتاد عليها الشارع الرياضي السعودي رفض الهلاليون ان تذهب الصدارة لغيرهم وانتزعوا انتصارا مهما من أمام الوحدة الذي لعب على أرضه وبين جماهيره وكان للارهاق والرطوبة العالية دور كبير في تأرجح مستوى الهلال الذي تأخر في بداية المباراة قبل ان يستعيد توازنه ويقلب الطاولة في وجه فرسان مكة بثلاثية تناوب على تسجيلها ويلهامسون وياسر القحطاني وعيسى المحياني ليطوي الازرق صفحة الدوري مؤقتا ويعلن انطلاق التحضيرات للمواجهة الآسيوية المرتقبة امام الغرافة القطري.

عودة المصابين تريح جيرتس

عانى الفريق الهلالي الاول من تعدد الاصابات في فترة مسابقة دوري زين للمحترفين الا ان الجهاز الفني رفض المغامرة بأحدهم وطالب بمنحهم المدة الكافية لتأهيلهم رغم قوة الاسماء التي غابت عن الصفوف الزرقاء طوال المباريات الاربع في الدوري وهم (ماجد المرشدي - خالد عزيز - عبدالله الزوري - فيصل الجمعان) وابدى الرباعي جاهزية كاملة في الاسبوع الاخير من شهر رمضان المبارك وبدأوا بالانخراط في التدريبات الجماعية وشاركوا في اللقاء الودي أمام النجمة وهو أمر كان له مردود ايجابي لدى السيد جيرتس الذي كان أكثر الهلاليين سعادة باكتمال الصفوف حتى يسعفه تعدد الخيارات لاختيار التشكيل الانسب قبل ملاقاة الغرافة في المنعطف القاري المنتظر.

في الهلال.. سياسة جديدة مع اللاعبين

سنت ادارة نادي الهلال طريقة جديدة تعكس واقع الثقة الكبيرة التي تجمع اللاعبين بجهازهم الفني والاداري وتمثلت في مراعاة ظروف أي لاعب يتعرض لظرف يتطلب تركه للفريق حتى ولو لمدة طويلة وخلال المنافسات إذ ارتأى الهلاليون انه من الواجب التعاون مع اللاعبين بشكل ايجابي حتى ينهي اللاعب كافة التزاماته ويكون صافي الذهن خلال المشاركات وحصل ذلك مع السويدي ويلهامسون الذي لم يكمل منافسات بطولة النخبة واتجه لبلاده لحل مشاكله العائلية وكذلك البرازيلي نيفيز الذي غاب عن لقائي الفيصلي والوحدة بعد رحيله للبرازيل لاستقبال مولودته البكر بينما اتجه مدرب الفريق ايريك جيرتس لمسقط رأسه لحضور حفل زفاف ابنة شقيقته كما ان مدافع الفريق العملاق اسامه هوساوي غاب عن احدى الحصص التدريبية بإذن مسبق بعد ان رزقه الله بمولودة، وألمحت الادارة الهلالية ان مواقفها الايجابية مع اللاعبين قوبلت بتقدير كبير مما سيدفع الجميع لبذل المزيد من العطاءات مستقبلا.