في كل مرة أتابع فيها برامج الدكتور سلمان العودة -حجر الزاوية- استشعر مدى ذلك التقدم الإيجابي في الفكر والطرح الذي يقدمه البرنامج.
ما لفت انتباهي في هذا البرنامج هو أن كثيراً من القضايا التي طرقها المثقفون والكتّاب الصحافيون والتي لطالما كانت سبباً في وصفهم بأنهم ليبراليون وعلمانيون وتغريبيون أجد أن الدكتور سلمان العودة يعيد طرحها بنفس فكر أولئك المثقفين والكتّاب.
في حديث الدكتور سلمان العودة عن التغيير والتطوير وعن حقوق المرأة في المجتمع وعن تربية الأبناء وعن أهمية انتهاج الوسطية في شؤون الحياة استرجعت عدة مقالات كنت كتبتها هنا في جريدة الجزيرة عن أمور اجتماعية عديدة كضرورة محاربة بعض العادات والتقاليد السلبية التي تنتشر في المجتمع وعن حقوق المرأة وعن حقوق الأبناء وعن ضرورة مسايرة تطور العالم وأهمية التغيير الذي يحتاجه ذلك التطور، وكان حديثي عن تلك الأمور سبباً في أن يتم وصفي كما وصفوا غيري من قبل البعض بأنني ليبرالي وتغريبي، وها هو الدكتور سلمان العودة ومن خلال برنامج حجر الزاوية يطرق تلك الأمور ويتحدث عن تلك القضايا.. وأنا هنا أجزم أن كثيراً من الكتّاب والكاتبات ممن يتابعون معي ذلك البرنامج قد مرّ عليهم نفس الشعور الذي أحسست به وأنا أتابع البرنامج، وقد عادت بهم الذكريات نحو كثير من المقالات التي كتبتها أقلامهم حول قضايا اجتماعية وفكرية كثيرة لم يجد بعضها القبول من كثير من أفراد المجتمع ولم ينالوا منها سوى الوصف بأنهم ليبراليون أو علمانيون.
سيستمر حجر الزاوية بإعادة ذكرياتي وذكريات جميع الكتّاب ممن أصبحوا في نظر الكثيرين في خانة -الليبرالية والعلمانية- والذين طرقوا جميع القضايا التي يطرقها هذا البرنامج طالما أن هذا البرنامج ينتهج الوسطية والواقعية في الطرح.
وسؤالي هنا: هل سينجو الدكتور سلمان العودة من تهمة الليبرالية التي لحقت بي ولحقت بكثير من الكتّاب والكاتبات؟! خصوصاً أن البرنامج يدعو لنبذ التشدد الديني، ويروج لحقوق المرأة ويتبنى فكر التغيير والتطوير.
fauz11@hotmail.com