الحمد لله القائل في كتابه العظيم (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) والصلاة والسلام على القائل في سنته الغراء: (وأما أنا فأتزوج النساء ومن رغب عن سنتي فليس مني)، وبعد، فقد حث الشارع الكريم على تيسير الزواج وشجع على تذليل العقبات، قال صلى الله عليه وسلم: (أبركهن أيسرهن مئونة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (التمس خاتماً ولو من حديد) وقال صلى الله عليه وسلم: (أولم ولو بشاه)، وكل هذه النصوص فيها من التوجيهات التي تدل على أهمية التيسير وعدم المشقة والكلفة وهذا مما نرى أثره في الزواجات الجماعية، حيث تجتمع فيها ثمرات كثيرة وذلك من خلال قلة التكاليف المادية، والترشيد للنعم والأطعمة، والبعد عن الإسراف والمباهاة، وبث روح التعاون في المجتمع، مع ما يكتنف ذلك من التعارف والتآلف والإنسجام وفي المقابل نجد أن بعض الزواجات الفردية يتكبد أهلها الكثير من المشاق، حيث إن الكلفة تطال حتى المدعوين؟! ناهيكم عن فائض الأطعمة التي مصير كثير منها إلى براميل النفايات؟!
وإنني ختاماً، أشيد بجهود الساعين والباذلين لإقامة مثل هذه الزواجات الجماعية، وأقترح أن يكون ذلك تحت مظلة مشروع وطني لتيسير الزواج وحفظ فائض الأطعمة لما في ذلك من تحقيق لمصالح عديدة ودفع لمفاسد كثيرة والله المسئول أن يصلح لنا شأننا كله وأن يديم نعمه على بلادنا وعلى جميع بلدان المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود