حينما يعلن مسؤول في وزن (سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز) وثقله (رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار) أن السياحة الداخلية ضربت هذا العام، من ثلاث جهات: الطيران، والكهرباء، والمياه، فمن المؤكد أنه توصل -من خلال موقعه- إلى هذه النتيجة، باستخدام التحليل الاقتصادي- الاجتماعي- السياحي- الثقافي، ومن ثم فإن ذلك أدعى لمساءلة تلك الجهات، والحصول على أجوبة منها، حول تعطيل السياحة الداخلية، الذي أحدث ردود أفعال غاضبة ويستدعي من ثم معرفة الأسباب الحقيقية، وما نجم عنها من عرقلة السياحة الداخلية، وما ترتب عليها من أخطار على صعيد معياري، يحلل الوقائع التي أدت بتلك الجهات الثلاث، إلى ضرب السياحة الداخلية، ودفع المواطن الذي يتوق إليها، للتوجه صوب الخارج، وإنفاق ما بحوزته من أموال، تتعارض مع مفهوم السياحة الوطنية، مما له دلالة خاصة في هذا الصدد.
وحينما يتألم (سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز) بحرقة، وحزن، عندما لا يجد السائح مقعداً على رحلة جوية، إلى الوجهة التي يريدها، في أي منطقة سياحية من مناطق البلاد فإن حزن المواطن وألمه يتضاعف على (الخطوط السعودية) التي دفعته للبحث عن مقعد في شركة طيران أخرى، متجها صوب الخارج!! مفضلاً السياحة الخارجية!! ليجد هناك من يفتح له الأبواب على مصاريعها، فإذا هو منبهر بما توافر له من خدمات، ويغضب ويتألم على السياحة الداخلية، بما فيها من نقاء وصفاء، وقرب عضوي من الناس.
قرع الرجل جرس إنذار، في آذان الجهات المتسببة في إعلان التأثرعلى السياحة الداخلية، مطالباً إياها بتفسير واضح، يقنع المواطن الذي لم يجد مقعداً له إلى: أبها، أو الطائف، أو أي منطقة سياحية سعودية، وقد خطط لقضاء الإجازة، أو بضعة أيام منها في (ربوع الوطن) فإذا هو يفقد الثقة في ناقله الوطني العتيد.
ليس (سلطان بن سلمان) وحده قلبه على السياحة الداخلية، بل كل مواطن يخشى أن تنهار، ومن ثم فإن الحفاظ على الموارد الاقتصادية للوطن، يتطلب تشريح جسم الأزمة، والفصل بين أعضائها، فعلاقة المعرفة ليست كعلاقة أي مؤسسة، عندما تستيقظ يقظتها التامة، وتسترجع طبعها الأصيل، والخشية كل الخشية أن تفضي تلك العراقيل إلى تفضيل الخارج على الداخل، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، فتتراجع السياحة الداخلية لصالح الخارج وثقافته وعاداته ولهجته ورموزه.
حزن (سلطان بن سلمان) وألمه، يحتاج للبحث عن أسبابه، لا لكونه لم يجد مقعدا إلى أبها فحسب، وإنما لعرقلة الطموح السائد لدى المواطنين، وخذلوامن قبل(الخطوط السعودية) فلم يجدوا مقعداً، وظلت زوجاتهم في ردهات المطارات وعلى أكتافهن أطفالهن يواجهون تصرفا غير مسؤول دون مساءلة أو محاسبة أو رقابة على الأداء.
من أجل الوطن والمواطن، لابد من حماية السياحة الداخلية من الانهيار، وينبغي وضع كل جهة ضربتها هذا العام، أمام مسؤولياتها إزاء هذا المورد الاقتصادي الذي أهدر بإنفاقه في الخارج.