كثيرون هم الذين يشككون في مصداقية الجوائز السياسية والثقافية والأدبية، ويعتبرونها مهرجاناً للعلاقات العامة المحلية أو الدولية، يتم من خلالها مجاملة هذا أو ذاك، لاعتبارات سياسية، تخدم أول ما تخدم لجنة الجائزة، أو الدولة التي تنتمي لها الجائزة. ومن هذا المنطلق، فإن هؤلاء المشكيين لا يحترمون تلك الجوائز ولا يعترفون بها ولا بمن فاز بها. وكالة «رويترز» نشرتْ تقريراً عن كتاب يتناول هذا الموضوع، أوضحت فيه أن مجلس أوصياء جائزة نوبل للسلام خان الهدف الرئيس للجائزة وهو تكريم «أبطال السلام» باختيار فائزين مثل رئيس الصليب الأحمر أو الرئيس الأمريكي. الكتاب عنوانه «جائزة نوبل.. ما كان يريده نوبل في الحقيقة»، ويحوي مذكرات لرئيس اللجنة الراحل، تظهر خلافات شديدة خلال العقود الماضية حول كيفية تفسير وصية الفريد نوبل مؤسس الجائزة التي أطلقت عام 1895. وقال مؤلف الكتاب، المحامي فريدريك هيفرميهل ل»رويترز»: (تتجاهل اللجنةُ أهدافَ نوبل وتقدّم جائزة السلام وفق أفكارها. إنه فشل أخلاقي). ورفض مجلس أوصياء الجائزة تفسير هيفرميهل لنوايا مؤسس الجائزة، كما رفضوا انتقاداته بوصفها لا تستند إلى الواقع. لكن هيفرميهل علَّقَ بأن نوبل المحب للخير ومخترع الديناميت أراد أن يكرِّم أبطال السلام، مضيفاً أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي فاز بالجائزة في عام 2009، كان لا ينبغي أن يكون في القائمة على الرغم من هدفه نزع السلاح النووي، وذلك بسبب تورط الولايات المتحدة في حربين في العراق وأفغانستان. وغداً سأتحدث عن الحرب.