جدة - عبدالله الدماس:
شهدت استراحات الأسماك والمأكولات البحرية في منطقة قول وذهبان الواقعة شمال جدة خلال أيام العيد ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار تجاوزت 200% مستغلين بذلك كثرة مرتادي العوائل على تلك الاستراحات والطلب المتزايد على الأسماك خلال فترة العيد. ورصدت (الجزيرة) من خلال جولة قامت بها على تلك الاستراحات ارتفاعاً في الأسعار على كافة أنواع الأسماك حيث بلغ سعر الكيلو الواحد لنوع الشعور 80 ريالاً بعد أن كان سعره لا يزيد عن 40 ريالاً في الأيام العادية فيما وصل سعر الحريد إلى 85 ريالاً إضافة إلى بقية الأنواع الأخرى التي زادت أسعارها إلى الضعف.
وعند سؤالنا لأحد أصحاب تلك الاستراحات والمطاعم عن تلك الزيادة غير المبررة، أوضح سعيد الخميشي أن تلك الزيادات ترجع لأسباب كثيرة منها الطلب المتزايد والكثيف والمختلف عن الأيام العادية إضافة إلى أن أغلب موردي الأسماك من الصيادين يتمتعون بإجازة وبذلك يصبح لدينا عجز كبير في توفير الأسماك.
أما فهد الغامدي وهو صاحب أحد المطاعم فقال: إن هذه السنة ونظراً لامتداد الإجازة لفترة طويلة فإننا نكثف تقديم خدماتنا في المطاعم على أكمل وجه خدمة للزبائن وذلك في ظل المنافسة التي تشهدها أغلب المطاعم والاستراحات هذه الأيام حيث إننا قمنا بعمل غرف مكيفة وذات ديكورات جميلة لراحة الضيوف خاصة وأن مثل أيام الأعياد التي تشهد تجمعاً كبيراً للعوائل وخروجهم إلى مطاعم السمك للهروب من الروتين المعتاد. مبيناً أن الأسعار تعتبر عادية في ظل ما يقدم لجميع للعملاء من راحة وخدمة عالية في الجلسات والألعاب التي نوفرها للأطفال.
من جهة أخرى حذر المجلس البلدي بجدة من ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في المتنزهات الخاصة على كورنيش جدة خلال أيام عيد الفطر المبارك، وطالب أمانة المحافظة بتشديد الرقابة على جميع أماكن الترفيه ووقف حالات الاستغلال التي يمارسها البعض مع تفعيل دور الجهات الرقابية الأخرى المتمثلة في وزارة التجارة وهيئة السياحة والغرفة التجارية الصناعية. وطلب حسين بن علوي باعقيل رئيس المجلس بتشكيل لجنة ثلاثية من (الأمانة - هيئة السياحة - الدفاع المدني) لتشديد الرقابة على المتنزهات والتأكد من سلامة الألعاب فيها في ظل الازدحام الكبير أيام العيد، خشية حدوث أي مكروه - لا قدر الله - وأشار أن الكثيرين يشكون من ارتفاع الأسعار بنسبة (200%) خلال أيام عيد الفطر المبارك في المتنزهات الخاصة المنتشرة على شواطئ عروس البحر الأحمر وداخل بعض الأحياء، حيث يستغل البعض قلة المتنزهات العامة الجاذبة التي يمكن أن تكون بديلاً للبسطاء الذين ينتظرون بهجة العيد لكن يمنعهم ضيق اليد من الذهاب إلى هذه المتنزهات المكلفة جداً في خدماتها.
وأضاف: لا يتوقف الأمر على ارتفاع ألعاب الأطفال إلى الضعف بل تزيد أيضاً المأكولات والمشروبات بشكل مبالغ فيه، علاوة على أن أماكن إقامة العائلات في المتنزهات مثل الشاليهات والكبائن تشهد أيضاً ارتفاعاً في الأسعار، فسعر الكابينة يتضاعف بشكل خيالي، حيث يعتبر البعض أن استثمارهم الحقيقي يكون في المناسبات وأيام الأعياد وخصوصاً عيد الفطر المبارك الذي يعتبر متنفساً للأبناء قبل بداية العام الدراسي الجديد. ولفت عضو المجلس البلدي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة بسام أخضر إلى أهمية وجود رقابة صارمة لضبط الأسعار، خصوصاً خلال فترة العيد، التي تتجه غالبية الأسر خلالها لتمضية الإجازة بها، وشدد على ضرورة أن تقوم الهيئة العامة للسياحة بوضع تسعيرة محددة للمتنزهات الخاصة بحيث لا يمكن تجاوزها، مع تفعيل الجهات الرقابية في أمانة جدة بشكل كبير في مثل هذه المناسبات، بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة وخصوصاً وزارة التجارة والغرفة التجارية الصناعية، حيث تطبيق جزاءات رادعة ومتدرجة على المستغلين تبدأ من الغرامة المالية وتصل إلى حد الإغلاق. وأرجع أخضر نزوح سكان جدة إلى المتنزهات الخاصة إلى عدم وجود الحدائق والمتنزهات العامة المؤهلة التي تشرف عليها أمانة المحافظة ويفترض أن تكون متنفساً لسكان الأحياء، وهو الأمر الذي يضطر الجميع إلى البحث عن الترفيه في أماكن يديرها القطاع الخاص ويتعرض في أحيان كثيرة إلى الاستغلال نتيجة ارتفاع الأسعار الجنوني خلال الأعياد، فالبعض يراها فرصة مناسبة لتحقيق الربح السريع وتعويض فترة الركود التي شهدتها تلك الأماكن خلال شهر رمضان المبارك. وعبر أخضر عن تفاؤله بأن يتبنى الأمين الجديد الدكتور هاني أبوراس خطة شاملة لتطوير وتأهيل حدائق العروس، إضافة إلى تحقيق حلم سكان هذه المدينة المتمثل في إنشاء منتزه وطني وغابة سفاري ضخمة ذات مواصفات عالمية تحقق تطلعات الجميع، علاوة على إنشاء حدائق للشباب وللأسرة وحدائق للأطفال وحدائق للترفيه العام، مؤكداً ثقته في قدرة أبو راس على تبني هذه القضية المهمة ووضعها ضمن أولويات المشاريع خلال الفترة المقبلة. في حين أكد المهندس حسن الزهراني نائب رئيس المجلس البلدي أن اللوم في قضية ارتفاع أسعار المتنزهات الخاصة ينبغي أن يوجه للجهات التي لم تستطع على مدار السنوات الماضية تأهيل وتطوير حدائق جدة بشكل يلبي رغبات المواطنين، حيث تحولت الكثير من هذه الحدائق إلى أماكن لاستقبال المخلفات والنفايات، وبعضها إلى مشاريع سكنية وأسواق تجارية وطال الإهمال أغلبها وباتت تفتقد إلى أقل الخدمات المتمثلة في أماكن الترفيه والحمامات العامة وأماكن جلوس للعائلات. وأشار في الوقت نفسه أن أغلب الحدائق الموجودة في الوقت الحالي صغيرة أو تم استقطاع جزء منها، إضافة إلى أنها توجد في مناطق غير مناسبة، بسبب طمع بعض أصحاب المخططات ورغبتهم في استثمار الأرض في مشاريع تدر عليهم الأموال، وأيضاً لقلة رقابة الجهات المعنية.. وشدد على أهمية وجود رقابة صارمة على المتنزهات الخاصة في أيام العيد وطوال شهور العام حتى لا يقع الناس ضحية الاستغلال والتلاعب بالأسعار.