عنيزة - عطاالله الجروان:
حارة عتيقة، لها جذور تاريخية ممتدة في عمق عنيزة، كسرت حاجز الزمن وأعادت بهجة العيد الحقيقية، بعزيمة سكانها الباقين وأهلها المغادرين الذين لم ينسوها، واجتمع الفريقان ورسموا خطتهم الاجتماعية التي تهدف إلى إعادة بهجة العيد إلى حارتهم وتجديد الذكريات الجميلة التي كانت تعيشها أيام العيد، تعاونوا وجهزوا ومنذ عامين وهم الأميز في أعياد عنيزة.
سكان حارة أم شان في عنيزة جسدوا أصدق معاني الترابط الاجتماعي والوطنية الصادقة عندما بذلوا أنفسهم من أجل حارتهم التي هي جزء من وطنهم الكبير (المملكة العربية السعودية)، وقاموا بتجهيز موقع للاحتفال أيام العيد، ساعدتهم في ذلك البلدية وعدد من المؤسسات الوطنية التي رأت فيهم الإخلاص وصدق العطاء، وأعدوا برنامجًا ترفيهيًّا امتد من اليوم الأول للعيد حتى اليوم الثالث، وُزّعت خلاله العيديات والهدايا والجوائز على الفائزين من الصغار والكبار المشاركين في المسابقات والألعاب الترفيهية التي أعدها ابن الحي يوسف المقبل، وكانت الضيافة واستقبال الضيوف غاية في الكرم وخالية من العنصر الوافد الذي قلما يُستغنى عنه في مثل هذه الظروف؛ فقد كان أبناء الحي هم من يقدمون القهوة والشاي للضيوف ويوزعون الحلوى وينظفون المكان باستمرار، وتندهش من إصرارهم على العمل لساعات طويلة دون التضجر أو الملل.
كان كبار الحي يجلسون مقابل صور كبيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وعن يمينه ولي العهد الأمين، وعن يساره النائب الثاني، وخلفهم راية التوحيد، والأنوار المبهرة تضيء أرجاء الحارة بشكل جميل جدا، والأطفال يتوافدون مع آبائهم من كل مكان تقودهم الرغبة في الحصول على بهجة العيد مع أقرانهم، وقد تحقق لهم ذلك في حارة أم شان بعنيزة.