Al Jazirah NewsPaper Tuesday  14/09/2010 G Issue 13865
الثلاثاء 05 شوال 1431   العدد  13865
 
الابتهاج بأيام العيد
د. محمد بن عبدالله الشويعر

 

نعيش هذه الأيام الفرحة بعيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين باليمن والبركات، ونسأل الله بأن يتقبل منا ومنكم صيام وقيام هذا الشهر المبارك،

وأن يجعلنا إن شاء لله من المقبولين عنده إنه سميع مجيب.

والأصل في الفرح والابتهاج بالعيد هو شكر الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به علينا من إتمام صيام شهر رمضان المبارك، حيث قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(سورة البقرة آية 184).

وها نحن ودعنا شهر الخير والبركة والغفران، فهنيئاً لمن استزاد في هذا الشهر وكسب، وعزاؤنا لمن تهاون وتكاسل وخسر.

والعيدُ معناه: كل يوم فيه جمع، واشتقاقه من عاد يعود كأنهم عادوا إليه، وقيل: اشتقاقه من العادة لأنهم اعتادوه، وعيّد المسلمون: شهدوا عيدهم. وسُمي العيدُ عيداً لأنه يعود كل سنة بفرح مُجدد. (ابن منظور - لسان العرب).

ومن مزايا العيد اجتماع الناس مع بعضهم البعض في أول أيامه المباركة للسلام والتهنئة بصيام الشهر وقيامه، وزيارة الأقارب والأصدقاء لتهنئتهم بالعيد، وقد حرم الشارع صيام هذا اليوم على الناس من سائر الأيام الأخرى، ليتسنى للجميع كبيراً أو صغيراً ذكراً أو أنثى بأن يفرحوا ويبتهجوا في يوم العيد سوية، وأن يشاركوا بعضهم البعض في المأكل والمشرب، والملبس.

والعيد فرصة كبيرة لإزالة الشحناء والبغضاء بين الأقارب والأصدقاء والزملاء في العمل، وفرصة أيضاً للتسامح والتصالح لمن بينهم خلافات قديمة أو مشاكل أسرية، لأن التسامح والعفو من شيم العظماء والكبار، فلنجعل هذا العيد فرصة لنا لبدء صفحات جديدة خالية من الحقد والحسد مع أهلنا وذوينا وأصدقائنا ومن لهم حق علينا.

كما أن العيد فرصة لتصافي النفوس من الأحقاد والخلافات القديمة، وفرصة لقاطعي الرحم في التواصل والسلام على محبيهم وذويهم ومجالستهم والتحدث معهم بكل محبة وامتنان بعد قطيعة ربما امتدت لأعوام عديدة، وصلة الرحم أمرنا بها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فحري بنا أن نستغل هذه الأيام في كسر الجمود وإنهاء القطيعة بين أحبابنا وأصدقائنا وجيراننا.

كما أن العيد فرصة أيضاً للجلوس مع الأبناء والتحدث معهم، والخروج إلى الاحتفالات والمنتزهات معهم، لأن الجميع من الموظفين في القطاعين العام والخاص يتمتعون بإجازة هذا العيد المبارك.

كما يجب علينا في هذه الأيام السعيدة ألا ننسى إخواناً لنا من المرضى، والأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة، بأن نشاركهم في فرحة وبهجة العيد، بتقديم الهدايا لهم، أو زيارتهم والحديث معهم والسؤال عنهم وعن أحوالهم.

ومن حقنا أن نبتهج ونفرح بأيام العيد المباركة، وأن يكون هذا الفرح حسب ماهو مسموح لنا به، فأمانة منطقة الرياض اجتهدت في هذه الأيام وخططت ووضعت برامج وفعاليات عديدة بمناسبة هذا العيد من مسرحيات للأطفال والكبار، وألعاب نارية موزعة على عدة مواقع، وكذلك وضعت الخيام الشعبية التي يتخللها العرضة السعودية، والسامري، وألوان فولكلورية شعبية لعدد من مناطق المملكة، وعروض لعدد من الجاليات التي تعيش على أرض الوطن، كما أن هناك الأنشطة النسائية والتي تتضمن عروضاً وفقرات ترفيهية متنوعة، وقد أتاحت الأمانة الفرصة لجميع الشباب من الجنسين حضور هذه البرامج كل على حدة، والاستمتاع بتنوعها ومضمونها.

وهدفت الأمانة من إعداد هذه الفعاليات المتنوعة بأن تشارك سكان العاصمة في احتفالات العيد المبارك، وذلك بغرض إدخال السرور والبهجة في نفوس المواطنين والمقيمين.

وبما أننا نعيش فرحة العيد فالواجب علينا التقيد بالأنظمة واحترام القوانين، وعدم مضايقة الناس في أيام عيدهم وعدم إزعاجهم، كذلك يجب علينا المحافظة على الظهور في أيام العيد بالمظهر المشرف أمام الزوّار والمقيمين، كما يجب علينا أيضاً أن نتعاون مع اللجان المنظمة لتلك البرامج الاحتفالية، ومساعدتهم في إنجاح برامج وفعاليات هذا العيد المبارك لتظهر تلك الاحتفاليات بالمظهر المشرف لنا جميعاً في مدينة الرياض.

وختاماً نتمنى من الله عز وجل أن يعيد علينا هذه المناسبة الكريمة ونحن والأمة الإسلامية جمعاء في خير ونماء وصحة وعافية وتقدم ورخاء.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد