اصطلح عددٌ من المهتمين بالمسرح على وضع أسماء محددة لأنواع مختلفة من المسرح مثل: المسرح الاستعراضي، المسرح الاحتفالي، المسرح الجماهيري، المسرح النخبوي، المسرح التجاري، المسرح الفقير، مسرح المقهورين، مسرح الشارع، مسرح العربة، مسرح العلبة, المسرح الروماني... إلخ، بهدف التمييز بين أنواع المسرح التي تختلف في شكلها ومضمونها وجماهيرها, وهي اصطلاحات مقبولة ولها ما يبررها نظراً لاختلاف الأمزجة وتنوّع وجهات النظر واختلاف الحاجات.
وفي خضم هذه الأنواع يبرز المسرح (الترفيهي) الذي اعتمدته أمانة منطقة الرياض ليكون النوع الموصى به لبرنامجها المسرحي خلال احتفالها بعيد الفطر المبارك تماهياً مع فرحة العيد وتأكيداً لنشر البهجة والسرور على أهالي منطقة الرياض في يوم يفرح فيه المؤمنون, وهو مسرح يركِّز كثيراً على (إيقاع الصورة البصرية وتوافقها) وفيه تكون الملابس والإكسسوارات والألوان والإضاءة في أفضل حالاتها, في حين يركّز محتوى النص على الموضوعات الاجتماعية الخفيفة والبسيطة بحيث تقدم بصورة كوميدية لطيفة لا تكلّف فيها ولا تصنّع، وتتناسب مع جماهير العيد الذين أتوا من أجل الفرجة والفرحة والضحكة، فهم لا ينتظرون في هذا اليوم تقليب المواجع, أو التأنيب أو تحميلهم هوان الأمة، أو إقحامهم في دهاليز السياسة وبؤر الصراع أو تحريضهم على مجتمعهم أو النيل من أشخاص وأسماء معينة.
المسرح الترفيهي مسرح يعنى بجماليات الصورة وروعة الحوارات وكوميديا الموقف بعيداً عن الاستبهال والكركترات التي عفا عليها الزمن، وفقاً لشروط المسرح الفنية التي تحافظ على إيقاع العرض مستمراً لا يمله الجمهور.
مفسدات العرض الترفيهي
(الثرثرة) الحوارات الطويلة التي لا طائل منها تكسر إيقاع العرض وتجعله يسيح على الخشبة, وتحيل العرض إلى مسرحية (إذاعية).
(ملابس الحياة العادية) بعض الممثلين يركن سيارته في المواقف ثم يعتلي خشبة المسرح بثيابة العادية، وهذا يفقد الصورة البصرية رونقها.
(الموضوعات الجادة) الموضوعات العنيفة مثل: الموضوعات السياسية تفسد المسرح الترفيهي.
(الإفيهات السامجة) كوميديا الحركة، أو التنكيت السامج، أو تكلّف النكتة من أناس ليسوا كوميديين يؤثِّر سلباً على المسرح الترفيهي ويحيد به عن الطريق الصحيح.
ومن خلال هذه الأسس التي يقوم عليها المسرح الترفيهي سعينا في مسرحية (بابا سامحني) التي قدمناها خلال مسرح الأمانة في مستهل هذا الأسبوع أن تكون ضمن هذا الإطار بحضور نجوم العرض ما جعل المسرحية تحقق رقماً قياسياً هذا العام في الحضور الجماهيري بلغ 2400 متفرج خلال ثلاثة أيام, وسط تفاعل جماهيري حقيقي.
مع الإشارة إلى أن البرنامج المسرحي الذي ضم 18 مسرحية يسير في هذا التوجه, ما جعله من أنجح البرامج المسرحية محلياً وخليجياً.
NLP1975@Gmail.com