حوار - عبدالله المالكي
أكّد أمين عام اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات الأستاذ بدر إبراهيم السعيّد أن الاتهامات التي توجه للجنة تأتي ضمن الهجوم الذي تتعرض له المنظومة الرياضية إلا أننا لا نلقي لها اعتباراً ما لم تستند على مستند قانوني أو برهان نظامي، مؤكداً حرصه على الاستماع للنقد البناء؛ لأن ذلك في مصلحة اللجنة بعيداً عن التصعيد أو التأجيج غير المنطقي والدخول في مهاترات لا طائل منها. السعيد المسؤول عن المنشطات والمعتمد من الوكالة الدولية منذ العام 2004م، إضافه إلى إشرافه العام على فرق الكشف على المنشطات، والذي تم إسناد مهام الكشف على المنشطات إليه في عدد من البطولات الدولية والإقليمية والمحلية، وتم اختياره مؤخراً ضمن فريق الخبراء الدوليين من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات WADA. حل ضيفاً على (الجزيرة) للحديث عن ما يدور داخل أروقه هذه اللجنة.
منذ متى وأنتم تقومون بالكشف على المنشطات في الملاعب السعودية؟
- بدأت اللجنة بإجراءات الكشف على المنشطات في عام 2005 وكان ذلك لرياضتي ألعاب القوى ورفع الأثقال ومن ثم بدأ التوسع التدريجي في إجراء الكشف على المنشطات ليشمل جميع الألعاب والمنافسات السعودية حتى وصلنا الموسم الماضي إلى فحص 24 لعبة في المملكة.
أما بالنسبة لكرة القدم فقد بدأنا الكشف على اللاعبين من الموسم المنصرم 2009-2010م، حيث أوكل للجنة السعودية للرقابة على المنشطات كافة جوانب الرقابة على المنشطات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو إجراء نظامي متبع في جميع دول العالم، حيث إن جميع برامج الرقابة على المنشطات في كل بلد هي مسؤولية اللجنة الوطنية.
هل وصلت اللجنة إلى الهدف الذي تسعى من أجله للكشف على اللاعبين في الملاعب؟
- هدف اللجنة يتمثّل في المحافظة على الرياضة السعودية للمنافسة الشريفة الخالية من المنشطات وهو هدف تسعى جميع الجهات الرياضية الدولية إلى الوصول إليه.
وقد استطاعت اللجنة منذ العام 2005م وحتى نهاية الموسم الرياضي الماضي تنفيذ عدد من البرامج على مستوى التوعية والتدريب والفحص بفضل الله ثم بالدعم والثقة التي تلقاها اللجنة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل، وقد لقيت برامج وخطط اللجنة ترحيب ورضا الجهات الدولية وفي مقدمتها الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات WADA وهي الجهة التي تهتم بمتابعة أنشطة وأعمال جميع اللجان الوطنية لمكافحة المنشطات في العالم، ولعل المتابعين والقريبين من اللجنة وأعمالها يلمسون مدى التطور والتوسع في البرامج التي نفذتها اللجنة على المستويين المحلي والدولي. وسنستمر في التوسع في تلك الأنشطة حتى نصل إلى الهدف الذي وجدت اللجنة من أجله.
كمسؤولين في اللجنة هل الموسم الماضي يعد موسماً ناجحاً بالنسبة لكم وهل حقق أهدافه؟
- فيما يخص الألعاب المختلفة أعتقد أن ما تم تنفيذه خلال الموسم الماضي هو امتداد لما قامت به اللجنة من برامج في مجالي التوعية والكشف على حد سواء ومستوى الوعي والتعاون بين اللجنة والاتحادات الرياضية في المملكة بدأ يأخذ شكلاً احترافياً أكبر من السابق وتطور التواصل معهم بشكل مميّز خصوصاً بعد اعتماد منسق لكل اتحاد رياضي وتفعيل التواصل الإلكتروني معهم بشكل تقني جيد ساهم فيه توفر البيئة التفاعلية الإلكترونية التي يؤمّنها المواقع الإلكتروني للجنة بشكل مباشر.
أما ما يخص كرة القدم فأعتقد أن ظهور أكثر من حالة خلال الموسم الماضي هو أمر ساهم في اطلاع عدد من المنتمين للوسط الرياضي بمختلف مسمياتهم على أنظمة ولوائح الرقابة على المنشطات، وعلى ذكر كرة القدم فنحن نعتز كثيراً بحجم الثقة والتعاون المتميز بين اللجنة والاتحاد السعودي لكرة القدم، وأما التوسع في برنامج الفحص خلال منافسات الموسم المنصرم أصدق دليل على هذا التعاون، حيث بلغ عدد العينات التي فحصت خلال منافسات كرة القدم 154 عينة موزعة على بطولة دوري زين للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد، بالإضافة إلى الفحص المستهدف خارج المنافسات أثناء التمارين داخل مقرات الأندية.
كما أن نتائج الفحص خلال العام الماضي قياساً بعدد العينات تعطي مؤشراً بأن كرة القدم في المملكة لم تصل إلى مرحلة الخطورة في تعاطي المنشطات، حيث إن نسبة الحالات الإيجابية لم تتجاوز 2 % وهو مؤشر جيد نسعى ونأمل أن تتقلص حتى تنتهي من ملاعبنا، وبشكل عام أجد أن ما تحقق الموسم الماضي هو نجاح يجير لسمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد رئيس المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العربية السعودية باعتبارها المرجع الإداري الذي تتبع له اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات؛ فقد كان سموه قريباً من اللجنة وداعماً لها ومتابعاً لكل خططها وأنشطتها، وكذلك حامياً لها بتوجيهاته السديدة بتبطيق النظام على الجميع.
بدأ موسم رياضي جديد مليئاً بالمشاركات سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية ما هي الاستعدادات هذا الموسم؟
- بدأنا هذا الموسم بالمشاركة في ورشة العمل التي قدمت للأندية المشاركة في دوري زين للمحترفين، وقد شاركت اللجنة بدعوة من هيئة دوري المحترفين التي كان المسؤولون فيها حريصين على أن يتضمن برنامج ورشة العمل موضوع الرقابة على المنشطات لقناعتهم بأن أنظمة الرقابة على المنشطات أصبحت جزءاً من الأنظمة الرياضية التي يخضع لها جميع الرياضيين والهيئات الرياضية وقد كانت تلك المحاضرة التعريفية جيدة جداً قياساً بحجم ونوعية المشاركين في ورشة العمل، وفي مجال التوعية حرصت اللجنة وقبل انطلاق الموسم الرياضي الحالي على طباعة وتوزيع عدد من الوسائل التعريفية التوعوية لأهم مواضيع الرقابة على المنشطات وهي موجودة ومتاحة لجميع الرياضيين للاطلاع عليها وحفظها عن طريق الموقع الإلكتروني للجنة www.saadc.org، بالإضافة إلى قائمة المواد والطرق المحظورة والتي تجدد بشكل سنوي ونقوم في حينه بإيصالها إلى جميع الاتحادات الرياضية في المملكة وهو إجراء نقوم به منذ العام 2005م.
أما ما يخص فرق الرقابة والتحضير لبرامج الفحص فقد قامت اللجنة بإنهاء كافة إجراءاتها قبل انطلاق الموسم الرياضي بشهر كامل وتم التواصل والتنسيق التام مع الجهات ذات العلاقة مثل المختبرات الدولية وشركة النقل ومصنع العبوات وغيرها من التحضيرات اللازمة لبرنامج الكشف.
تستعد دولة قطر لإنساء مختبر دولي للكشف على المنشطات لماذا لا نعمل مختبراً في المملكة؟
- أولاً أتمنى أن تثمر الجهود التي يبذلها الإخوة في دولة قطر الشقيقة في سبيل البدء بتشغيل المختبر الدولي المعتمد وهو أمر يدعو للتفاؤل بنجاح العمل الخليجي المشترك في مجال الرقابة على المنشطات والمتمثّل في المنظمة الإقليمية لمكافحة المنشطات لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن RADO، أما بخصوص وجود مختبر دولي معتمد في المملكة فأعتقد أن وجوده من عدمه أمر غير مرتبط بتنفيذ برامج الرقابة في أي بلد في العالم وليس شرطاً للقيام بالفحص إذا ما عرفنا أن هناك 34 مختبراً معتمداً فقط في العالم ومسألة إنشاء المختبر هي مسألة تحتاج إلى دراسة اقتصادية وفنية عميقة لضمان تحقيق الهدف الذي من أجله سينشأ هذا المختبر، ولا أعتقد أن المملكة بقدراتها المالية والبشرية عاجزة عن إنشاء مختبر للكشف عن المنشطات لكن السبب في عدم إنشائه ليس مالياً بقدر ما أننا لسنا بحاجة لوجوده كشرط لتنفيذ برامج الكشف.
هل نحن غير قادرون على إنشاء مختبر دولي للكشف على المنشطات؟
- هذا أمر غير منطقي أبداً، بالعكس لا أعتقد ذلك في بلد مثل المملكة العربية السعودية وبهذا الدعم اللا محدود للرياضة والرياضيين عاجزة عن ذلك وهي البلد الذي أمّن لرياضييه هذا الكم من المنشآت والمدن الرياضية في كل محافظات ومدن المملكة قاطبة وهي نعمة نحسد عليها كرياضيين في المملكة.
عملتم العام الماضي كشفاً مستهدفاً ما هي نتائجه النهائية؟
- جميع الفحوصات المستهدفة التي أجريت للاعبين جاءت سلبية، أي خالية من المواد المحظورة وجميع نتائجها ومستنداتها موجودة لدى اللجنة وموثقة لدى المختبرات الدولية التي أجريت فيها والوكالة الدولية WADA التي تتطلع في الأصل على جميع نتائج المختبرات وتتابع التعامل مع نتائجها بشكل دقيق.
هل سيستمر الكشف المستهدف على لاعبي الأندية أثناء التدريبات؟
- حقيقة يجب على جميع الرياضيين أن يكونوا طوال فترة وجودهم بالملاعب على استعداد للخضوع للفحص في أي مكان وزمان وهو أمر مهم لا بد من تفهمه وهو إجراء دولي متبع في معظم دول العالم وفي مختلف الألعاب، وعليه فإن التعامل مع هذا الإجراء سيكون وفق الضوابط الدولية التي تكفل حق اللاعب وحق اللجنة، كما أن تجاوب الأندية واللاعبين مع الفحص المستهدف العام الماضي هو أمر إيجابي وجدير بالإشارة إليه في هذا الصدد كون اللجنة لم تجد أي صعوبات تذكر خلال تطبيق هذا الإجراء.
أنتم بصدد الاستمرار في الكشف على المنشطات من خلال المنتخبات المشاركة في أولمبياد قوانزو كيف وجدتم تعاون اللاعبين في المنتخبات؟
- بالضبط اللجنة بدأت قبل أسبوعين في تنفيذ الجولة التوعوية للاعبي المنتخبات السعودية المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة قوانزو 2010م والتي تهدف إلى تعريف اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية المرافقة لهم بالمنشطات المحظورة رياضياً وأضرارها وطرق الكشف عنها وآلية التعامل مع النتائج وغيرها ويتم من خلالها توزيع المنشورات التوعوية على الرياضيين، وتشتمل الجولة كذلك على إجراء فحوصات عشوائية على اللاعبين، وبالمناسبة فإن هذا الإجراء يعد التجربة الخامسة للجنة، حيث إن اللجنة قامت بتنفيذ هذه الجولة أربع مرات خلال السنوات الخمس الماضية ونتوجه بالشكر إلى اللجنة الأولمبية العربية السعودية التي كانت ولا تزال تقوم بتمويل الميزانية اللازمة لتنفيذ هذه الجولات التوعوية بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه ودائماً يدعون إلى تكثيف الجولات والاهتمام بالمنتخبات السعودية التي تمثّل المملكة في المحافل الدولية وحرصهم على ظهور المشاركات السعودية بشكل مشرّف وهو ما تحقق، فمنذ تفعيل هذه الجولات والمشاركات السعودية في الدورة الرياضية المجمعة لم تسجّل أي حالة انتهاك لأنظمة مكافحة المنشطات من قبل أي رياضي سعودي.
قضية حسام غالي هل انتهت وظهرت نتائجها؟
- قضية اللاعب حسام غالي ظهرت نتائجها من الوكالة الدولية WADA وتم الإعلان عنها في وقتها وهي قضية تخص الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات باعتبارها الجهة التي راجعت النتائج وكلّفت عدد من القانونيين والخبراء في متابعتها والبت فيها وإصدار القرارات الخاصة بها وقد أوضحتها اللجنة للإعلام بشكل مفصّل.
وماذا عن علاء الكويكبي الذي تم إيقافه؟
علاء الكويكبي من خيرة اللاعبين الذين التقيت بهم وتربطني به علاقة طيِّبة وقد سجّل بحقه انتهاك لأنظمة مكافحة المنشطات وصدرت بحقه العقوبة المتوافقة مع الأنظمة الدولية وقد تم اعتماد العقوبة والمصادقة عليها من قبل الوكالة الدولية WADA والاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA بعد مراجعة كافة مستندات وإجراءات القضية، ولم تتلق اللجنة حتى تاريخه أي إجراء يفيد بأن اللاعب تقدم باستئناف لتلك القضية رغم إيضاحنا للاعب حول حقه في ذلك.
هل تعتقد أن العدد الموجود في لجنة الكشف على المنشطات كاف للقيام بواجبه على أكمل وجه؟
- على العكس تماماً فقد قامت اللجنة بتأهيل عدد كاف من فرق الكشف على المنشطات وهي ولله الحمد فرق مؤهلة وفق المعايير الدولية وقد قامت اللجنة بعقد دورتين تدريبيتين مختصتين لهم على مدار الأعوام الأربع الماضية وتم اعتماد عشرة أشخاص منهم من قبل الوكالة الدولية على المستوى الدولي تم ترشيحهم لحضور دورات تدريبية دولية متخصصة، وأصدق دليل على كفاءتهم هو الاستعانة بهم في عدد من البطولات الدولية والإقليمية المختلفة وهو أمر يدعونا للفخر والاعتزاز بهم وبمجهوداتهم.
أنتم كلجنة تواجهون عدة اتهامات وأنكم تحابون أنديه على حساب أندية أخرى كيف تتصدون لهذه الاتهامات؟
- أحب أن أوضح أننا في اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات نحظى بثقة كبيرة من القيادة الرياضية في المملكة وعلى المستوى الدولي وتخضع جميع إجراءاتنا للمراقبة والمتابعة من قبل الجهات الدولية المعنية وهو أمر لسنا مخيرين فيه حالنا كحال الهيئات المسؤولة عن الرقابة على المنشطات في العالم، أما عن الاتهامات التي توجه لنا فنحن نؤمن بأننا جزء من المنظومة الرياضية ونتعرض كغيرنا من المؤسسات والهيئات الرياضية للاتهام إلا أننا لا نلقي اعتباراً لما يوجه لنا من تهم ما لم تستند على مستند قانوني أو برهان نظامي واضح ونستمع وبشكل منصت للنقد والنصح البناء بعيداً عن التصعيد أو التأجيج غير المنطقي وقد ابتعدنا كثيراً عن الخوض في جملة من الطرح غير المنطقي ضد اللجنة لعدة أسباب منها أننا نسعى لأن نتمثّل بالأخلاق التي تسعى القيادة الرياضية في المملكة لترسيخها وهي التحلّي بضبط النفس وعدم الخوض في مهاترات بعيدة عن المصلحة العامة، كما أننا نبتعد عن كل ما من شأنه إقحامنا في أي صراع إعلامي بين الأندية.
ومع ذلك فإن للجنة حضورها الإعلامي المقنن والمتزن الذي وإن كان غير مكثف إلا أنه يظهر عند الحاجة وفي أوقات وظروف مثالية.