احتفل المسلمون في جميع أرجاء الأرض بعيد الفطر المبارك، إذ جسَّد مليار ونصف مليار إنسان على وجه البسيطة القيم الإسلامية الرفيعة والمضامين الإنسانية الحقة في هذا اليوم المبارك، والذي يأتي تتويجاً لعمل خير يجسد كلَّ أنواع التكافل والمساواة بين البشر كافة. فعيد الفطر المبارك الذي يستمر ثلاثة أيام يأتي بعد أن قضى المسلمون ثلاثين يوماً يؤدون شعيرة الصوم التي يجسد المسلمون من خلالها المساواة المطلقة والتكافل مع الجميع، يمتنعون عن الأكل والشرب بلا رقيب، ولا يبغون من هذا العمل سوى مرضاة الله، وقد تَحمَّل المسلمون العطش في مناطق تعاني من حرٍ قاتل، وكل مناطق المسلمين حارة. ومع التزام المسلمين بتأدية هذه الفريضة، وعلى الرغم من تعدى يوم صيامهم في أكثر البلدان الأربع عشرة ساعة، مستشعرين ما يمر به المعوز الفقير، متسامين إلى أعلى درجات السمو التي تهَذِّب النفوس، مجسدين بدافع ديني وإنساني وحدة الإنسانية، فالجميع يؤدي فريضة الصوم لا فرق بين غني وفقير، وهذا المعنى الذي يفهمه ويمارسه المسلمون تطبيق سامٍ للتعاطف والتسامح. ويأتي عيد الفطر المبارك لينسج المسلمون من خلاله ومظاهره الخَلاَّقة مساحات من التعاطف والتكافل، مثلما أشار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، اللذان أكدا في كلمتهما الموجهة للمسلمين هذه القيم الفاضلة والتي تجسدت في أيام شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك، فالغني يعطف على الفقير والكبير يحدب على الصغير، وترى الجميع متوادين بقلوب صافية ونفوس مطمئنة بعد أن أكرمها الله بصيام رمضان وقيامه، وبلغها عيد الفطر، عيد الفرح والسرور.
نعم صدق خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، فالعيد لوحة رائعة ومنيرة تبرز قيم الإسلام الخالدة والتي تتكرر كلَّ عام لتُنَقِّي النفوس والقلوب وتُقَوِّم الإنسان.
***