حينما تستمع للقس تيري جونز، وهو يتحدث عن رأيه في الشريعة الإسلامية وفي القرآن، ستجد أنك أمام إنسان لا يملك من المنطق شيئاً. فهو يحمِّلُ القرآنَ مسؤولية أحداث 11 سبتمبر وما جرى فيها من قتل ودمار، دون أن يتعب نفسه (وهو قسيس) بمراجعة صفحة واحدة من صفحات هذا القرآن الذي يحرم قتل الأبرياء، ودون أن يكلف نفسه عناء متابعة ردود فعل المسلمين، الذين هالهم ما جرى في ذلك اليوم. ولأن هذا الشخص لا يمتلك هذا الحس الموضوعي، فلقد اعتبرته مجرد باحث عن الأضواء الإعلامية، في بلد يعشق خزعبلات أمثاله. وإذا هو قام بفعلته النكراء تلك، فإن المسؤولية القانونية والأخلاقية ستقع على الجهات الحكومية المختصة بحفظ الأمن الشخصي والعقائدي للناس المحيطين به، سواءً على مستوى المدينة أو الدولة أو القارة أو الكون. وإن هي لم تقم بعملها على الوجه المطلوب، فهذا يعني أن أيّ أحد في أية مدينة أمريكية يمكنه أن يهدم مسجداً للمسلمين أو يُوقف صلاة لهم أو يغلق منتدى أو قناة تخصهم. ولأننا نعرف أن هذا غير مسموح به في عرف الأنظمة الأمريكية، فإنني لا أظن أن تترك الجهات المعنية هذا القس يستمتع بكل هذا الوصول الإعلامي والأضواء الصحفية والتلفزيونية، دون أن تحرك ساكناً، إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها!!.