Al Jazirah NewsPaper Friday  10/09/2010 G Issue 13861
الجمعة 01 شوال 1431   العدد  13861
 
العيد.. فرصة للتصالح والتسامح وصفاء النفوس!
ناصر محمد الحميضي

 

يعتبر العيد بمثابة حلقة الوصل بالنسبة للأيام الأخرى وهو مناسبة خاصة وجميلة لا تتكرر سوى مرتين في السنة، ومن كمال هذه المناسبة كون الناس يجتمعون مع الأقارب والمعارف والأحباب بعد قطيعة وطول غياب كفرصة للم الشمل وتصافي النفوس لأنه قد يحدث وأن يكون هناك تشاحن وضغينة بين الناس وخاصة إذا كانوا أقرباء ومعارف وكل منهم لا يريد أن يكون المبادر بالصلح وإنهاء الخلاف لتمضي الأيام تلو الأخرى وهما على حالهما لا يسلم أحدهما على الآخر وعندما يراه في طريقه يسلك طريقاً أخرى بسبب الخلاف على أمور دنيوية تافهة مع الأسف إلى أن يأتي يوم العيد الذي يعتبر المناسبة الكبرى والفرصة المثلى لنسيان هذه الخصومة ومد يد المصافحة والمعانقة لتتصافى النفوس والقلوب بين هؤلاء المتخاصمين كون يوم العيد هو اليوم الوحيد للفرح والسعادة ونسيان الهموم والأحقاد وتآلف القلوب ودفن الضغائن وصلة الأرحام بعد قطيعة لمدة عام أو ربما أعوام ليجتمع الأحباب والأصحاب بعد طول غياب، ولكي تتصافح النفوس جنباً إلى جنب مع الأيادي، وهذا من المقاصد العظيمة التي شرعت لأجلها الأعياد في الدين الإسلامي ولترسيخ قيم التلاحم بين أفراد المجتمع وتوثيق الروابط الإيمانية ورفع شعار الأخوة الدينية بين المسلمين كافة.وهاهو يوم العيد يوم الفرصة الثمينة والمنحة العظيمة لكي يعود كل فرقاء ومتناحرين إلى رشدهم لتتصافى نفوسهم وتتسع صدورهم وينسون أحقادهم وهو فرصة للتسامح والتآلف والتعاون وتوطين الأنفس ونظافة القلوب من الأحقاد والذنوب ولأن التسامح كلمة جميلة وتحمل معاني أجمل وهو الإحساس بالسلام ونسيان الماضي الأليم وفتح صفحة جديدة شعارها العفو والغفران، حيث إن التسامح والعفو هو الأساس لحياة سعيدة وجميلة خالية من النكد والكدر وعندما يكون الإنسان متسامح مع الآخرين فهو حتماً سيشعر بالسعادة وسيعيش حياته كلها بسعادة لأن التسامح يمد جسور المحبة والإخاء والرحمة والصفاء وتوطين العلاقات الإنسانية الحميمة وكسب محبة الآخرين وكسر الحواجز التي وضعها التكبر والقسوة والبطش بالآخرين فإذاً لابد من التسامح والتصالح في سائر أيام السنة، فمن باب أولى أن يكون في مثل يوم العيد ولأن الإنسان معرض للخطأ ويحتاج إلى من يعفو ويصفح عنه فلابد من المبادرة بأسرع وقت لكل متخاصمين ومن بينهما أي كراهية أو ضغينة إلى نبذ هذه الخصومة والتصالح ونسيان الماضي مهما كان بداية من أول أيام العيد حيث يسلم الصغير على الكبير، والغني على الفقير، والقوي على الضعيف، وهاهي الفرصة المواتية قد أتت إليهما.

فإلى متى سيظل البعض من الناس على خصومة وعداوة وبغضاء؟! فلابد لهذه الخصومة من حد وهذا الحد هو يوم العيد، نعم إنه يوم العيد.

- إعلامي


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد