فاصلة: (ليس ثمة عيد جميل دونما غد).
-حكمة عالمية-
عيدكم مبارك، وعسى أن يكون هذا العيد فاتحة خير لنا في حياتنا.
منذ عامين لم أحضر العيد في الرياض، هذا العام شاء الله أن أحضره، فما الذي تغيّر خلال عامين؟
لم يتغيّر شيء على صعيد الأسرة والأقارب، مازال الجميع مشغولين بالعبادة في رمضان والتسوق لأجل العيد، وما زلت لا أرى جدوى في إضاعة الوقت في التسوق خاصة في أسواق الرياض المزدحمة.
جربت يومًا أن أتسوق فأصابني الصداع.. باتت الرياض عبارة عن مجمعات تجارية متلاصقة في مساحات واحدة.
اقرأ في الصحف أخبارًا عدة عن فعاليات ثقافية نسائية وعن مسرحيات للعائلة في العيد واسأل نفسي: هل هذه بداية التغيير حتى نهتم فعلاً بترفيه أعضاء الأسرة؟
في الغرب يقدسون يومي العطلة السبت والأحد ويعيشونهما كما يحبون..
أما نحن فيوما العطلة الخميس والجمعة غالبًا نقضيهما في زيارة الأهل لتبقى الأسرة الصغيرة خارج نطاق تفكيرنا وأنها تحتاج هي أيضًا إلى الترفيه ويحتاج الأبناء إلى أن يكونوا مع أبيهم وأمهم في ساعات ترفيه تخلو من التوجيهات أو الأوامر.
اللعب والركض مهم للأطفال لأن بقاء الطفل جامدًا ممسكًا بأجهزة اللعب الإليكترونية والكمبيوتر يجعل جسمه يفرز مادة الأدرينالين نتيجة توتره وانفعاله مع هذه الألعاب العنيفة، لكن الهرمون لا يتوزع بشكل طبيعي في جسمه، لأنه لا يتحرك، بل هو حبيس مكانه مع اللعبة.
وما زال الأطفال والمراهقون لدينا يسهرون حتى ساعات الصباح الباكر والأمهات يحترن فيما يفعلن، حيث تبدأ المدارس عادة بعد إجازة العيد..
العيد ليس في الأماكن.. العيد فرحة في القلوب لم تعد كما الأمس في ظل زمن التكنولوجيا.
العيد ليس نحن فقط، بل الآخرون بأفراحهم وأحزانهم، فالعيد مشاركة لذلك أجمل ما في عيد الرياض أنك لا تكون وحيدًا أبدًا.
لكني ما زلت أرى أن أجمل فرحة للعيد في كل مكان هي ابتسامات الأطفال، عالم الكبار لا يغري بالدخول إليه، إنما عالم الأطفال كما هو لا يتغيّر، نقيّ وجميل لذلك لن تموت فينا فرحة العيد مادام الأطفال في قلوبنا.
nahedsb@hotmail.com