الدكتور إيلمان حميد أراسلي، سفير جمهورية أذربيجان السابق في المملكة العربية السعودية، متخصص في الاقتصاد، وعاش في المملكة أكثر من عشرة أعوام. وقد صدر له عن دار غيناء للنشر كتاب مهم بعنوان «المملكة العربية السعودية.. طفرة إلى القرن الحادي والعشرين». وقد بين الدكتور أراسلي في كتابه، أهمية دور المملكة العربية السعودية وتناميه دولياً على كافة الأصعدة، سواءً على الصعيد الاقتصادي كقوة اقتصادية عالمية باعتبارها من أهم منتجي ومصدري البترول في العالم أجمع، أو الصعيد الديني باعتبارها قبلة لكل مسلم في أنحاء المعمورة. وتطرق الدكتور أراسلي في كتابه لطبيعة الحياة في المملكة العربية السعودية من واقع تجربته ومعيشته في المملكة. بل يُذكر، في هذا السياق، أن زوجته إيليرا أراسلي، قد أصدرت هي الأخرى كتاباً بعنوان «المملكة العربية السعودية بعيون زوجة دبلوماسي». وقد عكس كتابها، بأسلوبه الواقعي، أنموذجاً لما يراه الآخرون عن المملكة العربية السعودية من واقع المعايشة والتفاعل الحقيقي مع المجتمع. وكتاب إيليرا مفعم بالصور والتفاصيل الدقيقة عن المجتمع السعودي، وغلب عليه طابع الحكي والسرد لعين تكتشف الجديد.

وقد استعرض الدكتور أراسلي في كتابه جملة العوامل التي مكنت المملكة العربية السعودية من الوصول إلى المكانة العالمية التي تحتلها الآن، مشيداً بحنكة الإنسان السعودي في التعامل مع الآخر، وهو ما انعكس بالضرورة على العلاقات المتميزة التي تقيمها المملكة العربية السعودية مع بقية دول العالم. وفي استعراضه لطبيعة العلاقات السعودية مع الغرب، أشاد الدكتور أراسلي أيضاً بسياسة المملكة العربية السعودية الخارجية وحرصها على غلق الأبواب أمام تصاعد جميع أشكال الخلافات بين الحضارات ومظاهر التطرف الديني، مؤكداً على أن المملكة العربية السعودية تعارض المواجهة الشاملة مع الغرب. ومما يلفت النظر في كتاب الدكتور أراسلي هو قدرته على توظيف خلفيته العلمية كاقتصادي في طرح ومعالجة الجانب السياسي وقضايا العلاقات الدولية. ويبدو ذلك واضحاً في تحليله للسياسة الخارجية السعودية المتوازنة والحريصة على استمرار الشراكات الاستراتيجية مع دول العالم في إطار القانون الدولي والأصول والمبادئ الدولية المعترف بها من قبل الجميع.