Al Jazirah NewsPaper Friday  10/09/2010 G Issue 13861
الجمعة 01 شوال 1431   العدد  13861
 
الأشرعة
قرقيعان وقرقيعان
ميسون أبو بكر

 

كل عام وأنتم بهجة العيد، كل عام وقلوبكم تؤثثها المحبة وأرواحكم محلقة تنشد السلام والفرحة، كل عام وهذه الصحيفة استثناء.. دار عامرة وقِبْلة للقراء ووطن للأدباء والكتّاب ودار للوطن الصغير والكبير.

انتهى الشهر الفضيل، هذا الزائر السنوي بكل ما حمل وكل ما منحنا.. وقلوبنا تبكي قبل عيوننا إنْ كنا قصرنا بما قدمنا من صلوات ودعاء وإحسان.. ورغم هذا فلن نغلق باب الأمل من عام جديد يعيده علينا ونعود نسترجع شيئاً منا ومن لحظات نختلي فيها إلى أنفسنا ونقدم من الطاعات والدعوات لرب الكون؛ كي يبعدنا عن لهيب عذابه وعقابه.

لا بد وأنا قصرنا.. وغفلنا.. ولم يعد الماضي يحضر في تفاصيل حاضرنا، تفاصيل صغيرة كانت تمنح أيامنا البهجة والقيمة الحقيقية؛ فقد توارثناها أبا عن جد، وضيعناها في ظل ما يشغلنا اليوم..

قرقيعان أو قرقاعون من التقاليد السنوية التي كنا نحتفل بها أطفالاً، لم نعد نحرص عليها.. لم نردد الأهازيج.. ولم (نقرقع) الصحون أو نوزع الحلوى اتباعاً لهذا التقليد الذي كان بهجة رمضان والماضي الجميل الذي ذابت ملامحه اليوم.

العيد الذي كان لم يعد بمثل نكهته الأولى.. رائحة الكعك الطازج الخارج للتو من الفرن.. جمعة الأهل والأحباب، الملابس التي كنا نضعها على حافة السرير انتظاراً لصباح العيد، الحكايا التي كانت تسلية الليل بطوله ضاع صوتها، الأبواب التي كنا نقرعها لنتلقى التهاني والهدايا، الزقاق الذي كنا نتخيله من حديث جداتنا لم نعد نتحدث عنه، لم نعد كما كان وكنا، فكيف تراهم أطفالنا يخرجون للحياة بقيم تعطي للحياة معنى وللأعياد بهجة وللأيام سيرتها الأولى!

لا يسعني هنا إلا أن أستبشر بأمل تنقشع بعده الظلمة.. بغناء يصحب أرواحنا لفضاءات البهجة ولغناء محمد بن جبر الحربي في رائعته: زمان العرب

يقول لي البرعم الصبح هذا الجمال جمال العرب

فما ساد قبح على الأرض

إلا وأسقطه الحسن، والحسن باب لجنات عدن

أعزائي.. كل عام وأنتم بخير.. وهذا الزمان لنا، وما آت هو خير وخير.

للقصيبي:

لا توقدي الشموع..

يكفي أن تبتسمي



maysoonabubaker@yahoo.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد