مواجهة الغرافة صعبة على الهلال من الناحية النفسية، وأسهل من ذلك بكثير من الناحية الفنية، بقليل من التركيز، والتحضير النفسي، والدعم الجماهيري، سيجد فريق القرن الآسيوي المباراة في يده، وسيجد أنه قد حسم الأمر بإذن الله من الرياض - مع احترامي للغرافة كفريق طموح يحاول أن يحقق شيئًا في دوري أبطال آسيا وأمام سيد فرق القارة - فالهلال يملك من الأدوات داخل المعشب الأخضر ما يعينه على كسب أي مواجهة متى ما كان في حضوره ومتى ما غابت المؤثرات الخارجية، الأهم من وجهة نظري أن يكون الفريق مهيئًا من الناحية النفسية بعد أن ظل الحديث عن مواجهة السادس من شوال سيد المجالس الرياضية، والأهم من ذلك أن تدرك الشعبية الأولى في السعودية دورها مع الزعيم جماهيريًا هذه المرة، حتى توثق سيداتها التي لا تحتاج إلى توثيق أصلاً.

الذين يحاولون الدخول على خط شعبية الهلال الطاغية، والذين يحاولون التأكيد على أن جماهيرية الهلال لا تستحق المرتبة التي وضعتها فيها الاستفتاءات الموثقة، والهيئات الرسمية، عليهم أولاً أن يتفقوا على من هو صاحب الشعبية الأولى من وجهة نظرهم.. فالنصراويون يتحدثون عن فريقهم ويستشهدون بالتصويت!! والأهلاويون يؤكدون على شعبية فريقهم أيضًا بحجة: (كيف يكون جمهور الهلال أكثر من جمهور الأهلي في جدة؟!) والاتحاديون يؤكدون أيضًا أن فريقهم صاحب الشعبية الأولى لكنهم يعترفون أن الهلال أكثر في الرياض!!... وحتى يتفق منافسو الهلال على منافسة الحقيقي والفريق الأكثر شعبية منه.. يظل الهلال صاحب الشعبية الأولى وإن كنت أرى الاستفتاءات الأخيرة قد ظلمته وبخست حقه.. إذ أجزم أنه لو وضع مسح شامل للشعبية لتجاوزت نسبة الهلال منها الـ55 %.. ويكفي أن بطولاته قد تجاوزت مثلاً بطولات اثنين من منافسيه مجتمعة... وتجاوزت الثالث إلى ما يقارب الضعف!!

بالمناسبة.. الذين يحاولون الدخول على شعبية الهلال هم من أكثر الناس قناعة بها، لكنهم تعودوا على المخالفة والصراخ أمام كل الأمور الزرقاء.. وإلا فما الذي يضمن لهم الحضور الدائم على مائدة الحوار الرياضي؟ أليس الهلال الذي حملهم على أكتافه إلى حيث الأضواء والشهرة؟ اسألوهم فلديهم الإجابة.

رحم الله النظام، فقد مات في قضية غياب محمد نور ولا أعرف هنا كيف ستنعيه لجنة الاحتراف!!

غاب اللاعب عن تمارين فريقه خمسين يومًا.. ولعب في الحواري كما قالت الأخبار، ولم يشهد المعسكر الإعدادي لفريقه، ولم يلعب المباريات الأربع الأولى من الدوري، وعندما قرر العودة بعد وساطات واجتماعات، ظن الناس أن النظام سيأخذ مجراه وأن العقوبة ستلحق باللاعب، ولا سيما أن هذا كان توجه الإدارة الاتحادية..

عاد اللاعب.. وسط احتفالية كبيرة من الجماهير، ومعظم الإعلام الاتحادي، بصورة ظن المتابع أمامها أن اللاعب هو المظلوم وأن له حقًا يجب أن يأخذه من ناديه... ولا عزاء للنظام، ولا لسؤالنا الدائم... لماذا توقف احترافنا عند نقطة معينة حتى تاريخه، رغم محاولات اتحاد الكرة الدائمة لتطويره، وهي المحاولات التي تصطدم بجدار الأندية وقناعات بعض منسوبيها، وتفكير بعض لاعبيها... وإن كنت أميل إلى قول أغلب عوضًا عن بعض.. لكنني سأكون متفائلاً هذه المرة.

مباراة الأهلي والاتحاد المقبلة.. ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة للأول.. فإما فوز يعيد الروح ويداوي الجروح.. أو خسارة تضعه في موقف صعب لن يستطيع تجاوزه.

الذين يدافعون عن نور - من غير الاتحاديين - هذه الأيام هم من نالوا منه ووصفوه بكل ما أمكن لهم وصفه بعد هدفه الشهير في حارس النصر الأسبق محمد خوجلي في المباراة الأشهر التي أقيمت بدون جمهور!!.

لا أعتقد أن في النصر أزمة مالية حقيقية في ظل الدعم الكبير الذي يجده النادي من رئيسه الأمير فيصل بن تركي الذي لن يسمح لأي مؤثرات أن تخدش العمل الكبير الذي يقوم به لمصلحة النادي.

ديربي بريدة يُقام هذه المرة في ظروف مختلفة جدًا.. فهو الأول في دوري المحترفين.. وهو الأول على مستوى الفريق الأول بعد موسمين قضاهما الرائد بين الكبار وكان التعاون حينها في الأولى، والفريقان يلعبان حاليًا وسط ظروف ممتازة جدًا بالنسبة لهما، ولا سيما الرائد الذي ينافس على المراكز الأولى خلال الجولات الأربع الماضية، والفريقان هذا الموسم قدما مستويات جيدة جعلتهما مرشحين للابتعاد عن دوامة الهبوط التي كانت تلازمهما خلال مرات صعودهما السابقة.. ويلعب الفريقان هذه المرة وفي صفوفها لاعبان ينافسان على صدارة هدافي الدوري السعودي (الشمري والراشد)..السؤال: هل يقدم الفريقان ديربيًا حقيقيًا هذه المرة يشهد مردودًا فنيًا يمتع المتابعين.. أم يكون الشد النفسي والتنافس في المدرجات سيد الموقف كما هي عادة لقاءات الفريقين طوال السنوات السابقة؟؟؟.

أكثر كلمة سمعناها هذا الموسم هي كلمة (العلامة الكاملة).. كل يحاول أن يحشرها في مقاله أو حديثه حشرًا.. وعلى طريقة فايز المالكي (يعني إني) مثقف!!

كلمة أخيرة:

كل عام وأنتم بخير.