حينما يقدم المعلن للقناة التلفزيونية إعلاناً لعطر، ويكون الإعلان عبارة عن امرأة تعرض جسدها على أنغام أغنية عاطفية صارخة، فهل يجب أن تعرض القناة هذا الإعلان دون نقاش ؟! هل تعرضه، وهي تعرف أن الناس صائمون، أو للتو أفطروا، أو أنهم يستمعون للأذان من مسجد مجاور للمنزل ؟! ألا يمكن أن تقول القناة للمعلن:
- ما رأيك لو اخترت إعلاناً آخر، على الأقل أثناء رمضان ؟!
لن أقول هنا ما يقوله البعض اليوم، بأن قيادات إدارات الإعلان في معظم المواقع لا ينتمون لمنطقة تعبأ بالمشاعر الدينية، لأن هذا الكلام غير مهني، لكنني سأقول بأن صاحب العطر، وهو سعودي، ومطرب الإعلان، وهو أيضا سعودي، لن يقبلا أن يدعو أحد عليهما في هذا الشهر الفضيل، ولو أن القناة دخلت في حوار بسيط مع المعلن، لربما تفهّم الوضع وبادر بوضع إعلانات أخرى، بدل هذا الإعلان.
في النهاية، ستقولون لي:
- يا أخي غيِّر القناة، وريِّح أمَّنا من صجتك !
و سأقول لكم:
- معليش، سامحونا.
و بعد أن تسامحونا، ادخلوا في حوار مع صغاركم، وحاولوا أن تكتشفوا ما الذي أثر فيهم من برامج ومسلسلات رمضان الحالي، في كافة القنوات الفضائية. ومن خلال حواركم معهم، ستكتشفون أنتم أين الصح وأين الخطأ، ومن العايدين الفايزين المحترمين.