الدمام - هيا العبيد :
مع إطلالة المناسبات السنوية تنفق العديد من الأسر مبالغة طائلة من أجل توفير المستلزمات التي تمتد إلى سلسلة طويلة من الطلبات حيث تظل شريحة من محدودي الدخل لا تستطيع مواجهة احتياجات ومستلزمات هذه المناسبات ومن ضمنها الأعياد.. حول هذا الموضوع التقت «الجزيرة» بالاقتصادي فضل البوعينين الذي قسم المواسم التي يزداد فيها صرف الأسر إلى ثلاثة مواسم متتالية والتي تتتمثل في شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، والعودة إلى المدارس, ثم عيد الأضحى وجميعها تحتاج إلى مصاريف كثيرة تثقل كاهل الأسر ويصبح الأمر أشد وطأة وقسوة على ميزانية الأسرة في ظل تتابع هذه المناسبات وقال البوعينين: هناك فروقات كبيرة بين الأسر فيما يتعلق بحجم الصرف، ونوعية المشتريات، إلا أن شريحة ضخمة من الأسر تتشابه في عامل «الندرة» المالية وعدم توافق دخلهم الشهري مع المتطلبات الموسمية الثقيلة؛ خصوصاً أن الأسرة السعودية تصنف ضمن الأسر كبيرة الحجم عالمياً، ولعلنا نتحدث عن متوسط يزيد على خمسة أفراد للأسرة الواحدة.. وأضاف: هناك مشكلة انخفاض مستوى الدخل، وزيادة الإنفاق الاستهلاكي، وحجم الأسرة (عدد الأفراد) وتتابع المواسم التي تتطلب من رب الأسرة ميزانيات خاصة لمواجهتها، وجميعها لا يمكن السيطرة عليها في الوقت الحالي وتابع: ولكن يمكن للأسرة وبقليل من التنظيم، والواقعية أن تتغلب عليها بسهولة، إلا أن الواقع لا يبعث على التفاؤل، خصوصاً مع إصرار محدودي الدخل على مواصلة الشراء بطريقة توحي وكأنهم من الأغنياء، أو الإصرار على اقتناء الملابس المُكلفة التي يوجد لها بدائل مقبولة في السوق.. فالله سبحانه وتعالى أوضح الأسلوب الأمثل للإنفاق في قوله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}، وحث الشرع الكريم على القسط في الإنفاق، وعدم الإسراف والتبذير، قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا}.
ومضى البوعينين: محدودية الدخل أمر لا يمكن التعامل معه بسهولة، خصوصاً في مثل هذا الزمن الذي تحولت فيه المشتريات غير الضرورية إلى ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها، وزادت المصروفات الاستهلاكية التي تقضي على مرتب رب الأسرة في أيام معدودات الأمر الذي يؤكد أننا بحاجة إلى التفكير الإيجابي لإخراج هذه الأسر من محنتها إما بالدعم أو المساندة.
وتطرق البوعينين إلى بعض الجوانب المهمة التي يمكن أن تساعد الأسر في تنظيم نفقاتها الشهرية، وهو الجانب الرقابي الرسمي على السلع في الأسواق، فالارتفاعات الجنونية لأسعار السلع والمواد الاستهلاكية، والملبوسات أصبحت كالسرطان الذي يقضي على مرتب الأسر محدودة الدخل، وما لم يكن هناك تدخل حكومي لضبط الأسواق فإن المشكلة في ازدياد.. فارتفاع غلاء المعيشة يقابله انخفاض في دخل الأسر وهي معادلة قاسية لا يمكن للأسر الضعيفة أن تتحملها دون التوسع في الديون.