بيروت - منير الحافي:
مواقف رئيس كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون خلال زيارته الأخيرة لبلدات المتن الشمالي، قلبت البوصلة السياسية في البلد.
فبعدما كان الاتجاه السائد في الأوساط السياسية اللبنانية، على تخفيف حدة الاحتقان الناتج عن الكلام الصادر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورد الرئيس سعد الحريري عليه، ثم الدخول في أجواء التهدئة بين الرجلين، تحول الاتجاه إلى تخفيف حدة الخلاف الجديد - القديم على خط «العمادين» ميشال سليمان وميشال عون.. كلام عون كان قاسياً بحق رئيس الجمهورية الذي وصفه بأنه لا يفعل شيئاً سوى البكاء، وأن فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي غير شرعي، وهو «فرع يبث الشائعات باسم الاشخاص» مهاجماً في هذا الإطار وزير الداخلية ووزير العدل ووزير الإعلام ووزير الدفاع الذين وصفهم ب»النائمين».
وفيما رد رئيس الجمهورية بأدب كعادته على كلام الجنرال، كان رد الوزراء عليه عنيفاً.. جريدة «الجزيرة» قصدت القيادي في القوات اللبنانية أدي أبي اللمع، الذي ترشح عن انتخابات المتن النيابية، وسألته عن مواقف عون في المتن.
1- استاذ أدي، كلام رئيس كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون خلال جولته المتنية، جاء يشذ عن أجواء التهدئة التي ينتهجها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إثر الردود والردود المضادة التي حصلت بعد اشتباكات برج أبي حيدر.. فكيف تضع هذا الكلام؟ - أنا أعتقد أن العماد ميشال عون لا تناسبه التهدئة لعدة أسباب هي:
إن حملته على فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي، ثم الوزراء، وصولاً الى رأس الدولة أي رئيس الجمهورية ميشال سليمان، هي في إطار المحاصصة في البلد.. فجاء كلامه وكأنه لم يأخذ ما يريد من المحاصصة السياسية في الدولة.
وهذا معروف أنه ليس واقعياً، فهو أخذ حصته، ولكنه يطالب بمطالب إضافية.. من جهة أخرى، فإن تهجمه على فرع المعلومات بالذات، يثير الشكوك من قضية توقيف القيادي في تياره (التيار الوطني الحر) فايز كرم بتهمة العمالة لإسرائيل.. فكأن عون يخاصم الفرع شخصياً بسبب توقيف قريب منه هو كرم.
وهذا الأمر مستهجن للحقيقة، فكيف يهاجَم هذا الجهاز الفعال حتى الآن، والذي عمل ويعمل على كشف المتعاملين مع العدو الاسرائيلي.
2- وهجومه على رئيس الجمهورية واتهامه بأنه لا يفعل شيئاً سوى البكاء؟ - العماد عون برأيي يظهر إلى العلن الخلاف المبطن بينه وبين رئيس الجمهورية لأسباب خافية علينا حتى الآن.
ولكن ما هو معروف أن عون ما زال مستاء من وصول العماد ميشال سليمان بفعل اتفاق الدوحة إلى سدة الرئاسة الأولى.
وهو مذ ذاك يهاجم سليمان بطريقة أو بأخرى، كلما سنحت له الفرصة لذلك.. وهجوم عون على رأس الهرم في الدولة يدل على نزعته الانقلابية الدائمة.