عواصم - وكالات:
اعتبر المجلس البابوي للحوار بين الأديان التابع للفاتيكان أمس الأربعاء أن مشروع القس الأمريكي تيري جونز لإحراق القرآن الكريم سيشكل «إهانة خطرة إزاء كتاب مقدس». وشدّد المجلس في بيان على أن «كل ديانة مع كتبها المقدسة وأماكن عبادتها ورموزها لها الحق في الاحترام والحماية». وتابع أن «هذا الاحترام ينبع من كرامة الأشخاص المنتمين إلى هذه الديانة وخيارهم الحر على الصعيد الديني». واعتبر المجلس البابوي أن «جميع المسؤولين الدينيين وجميع المؤمنين مدعوون إلى تجديد إدانتهم الشديدة لأي من إشكال العنف، وخصوصا ذلك الذي يرتكب باسم الدين». واعتبر وزير العدل الأمريكي اريك هولدر الثلاثاء أن حرق نسخة من المصحف الذي تعتزم كنيسة معمدانية أمريكية القيام به السبت في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 أيلول - سبتمبر سيكون عملاً غبياً وخطيراً. كما أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن سرورها «للإدانة الواضحة التي لا لبس فيها ضد هذا العمل المشين والمخزي، والتي صدرت عن زعماء دينيين أمريكيين من جميع الديانات، من مسلمين ومسيحيين ويهود, كما صدرت عن المسؤولين الأمريكيين العلمانيين وقادة الرأي». وأضاف البيت الأبيض صوته إلى التحذيرات من أن تؤدي تلك الخطوة إلى إثارة الغضب في العالم الإسلامي، إلا أن كنيسة «دوف وورلد اوتريتش سنتر» البروتستانية الإنجيلية الصغيرة في غينسفيل (فلوريدا، جنوب شرق) أكدت عزمها إحراق مئات المصاحف علناً السبت في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. وأعلن القس تيري جونز لشبكة «سي إن إن» الإخبارية أنه «يأخذ على محمل الجد» المخاوف التي أعرب عنها بترايوس، لكنه قال إنه «ينوي بإصرار» المضي في تنفيذ ما توّعد به. وأكد عزمه «بإصرار» على إحراق مئات المصاحف على الرغم من الإدانة الواسعة التي لقيتها هذه الفكرة والتحذيرات التي صدرت، ولاسيما من البيت الأبيض.
من جهته وصف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس عزم قس كنيسة أمريكية على إحراق مئات المصاحف السبت إحياء لذكرى هجمات 11 سبتمبر، بأنه عمل «متطرف»، داعياً الأمريكيين إلى معارضة خططه. وحذر العالم الأزهري البارز الشيخ عبدالمعطي البيومي، عضو مجمع بحوث الأزهر، أمس من أنه في حال نفذت كنيسة أمريكية خطتها القاضية بحرق مئات المصاحف فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى «تخريب» العلاقات بين واشنطن والعالم الإسلامي. وقالت متحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون أمس إن الاتحاد «يدين» الدعوة التي أطلقتها كنيسة أمريكية معادية للإسلام في فلوريدا لإحراق مئات المصاحف السبت. وقال المتحدثة للصحفيين إن «الممثلة العليا (اشتون) تحترم المعتقدات الدينية كافة، وهذا العمل غير صائب». كما دان مسيحيو سوريا دعوة كنيسة أمريكية إلى إحراق المصحف، معتبرين أن دعوته هذه تهدف إلى التفرقة بين المسلمين والمسيحيين، وترتبط بحملات «صهيونية»، كما ذكر مصدر رسمي أمس. ونقلت صحيفة تشرين الحكومية عن النائب البطرريكي العام في دمشق للروم الملكيين الكاثوليك المطران جوزيف العبسي وصفه لهذا التصرف ب»المخزي»، معتبراً القس صاحب هذه الفكرة إنساناً «ليس عاقلاً وما يقوم به عمل شيطاني؛ لأن أبسط قراءة للإنجيل ترفضه». من ناحيتها وصفت الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا خطة حرق القرآن بأنها «استفزاز لا يمكن تحمله»، وأكدت أنها تنأى بنفسها عن هذا التصرف المستفز, حسبما ذكر القس مارتين شنايدهوته. وأعرب المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا من جهته عن صدمته من خطط حرق القرآن في الولايات المتحدة. وقالت رئيسة المجلس تشارلوته كنوبلوخ أمس في ميونيخ: «هذا التصوُّر مفزع ويمثل خرقاً واضحاً»، وذكرت في الوقت نفسه بعملية حرق الكتب التي نفذها النازي عام 1933.
واستشهدت كنوبلوخ بمقولة للشاعر الألماني هاينريش هاينة يقول فيها: «أينما تحرق الكتب يحرق البشر في النهاية أيضاً».