قبل ليلتين اجتمعنا مجموعة من الزملاء، وكان من بين ما تحدثنا به برنامج (حجر الزاوية)، وعلى غير العادة استحوذ مقدم البرنامج الزميل فهد السعوي على ثلثي النقاش، بينما حاز الدكتور سلمان العودة الذي أراه مفكرًا أكثر منه داعية على جزء بسيط كان في بداية حديثنا، فيما لم نختلف في وجهات النظر، سوى على تساؤل هل يحاول العودة هذه الأيام إعادة تقديم نفسه أم إعادة تقديم الخطاب الفكري، وهل يخفي عصا التغيير السحرية في مكان لا نعرفه، أم أنه يجرب البلاغة في التخدير.
ليس هذا مهمًا، لكن المهم هو ما اتفقنا عليه أن الزميل فهد السعوي قد وصل إلى مرحلة النضوج في الحوار، وإن كنت لا أرغب في مقارنته مع بقية الإعلاميين السعوديين الذين لهم برامج حوارية في المحطات الفضائية كونهم يحضرون الضيف ليستنطقوه، مثلما أشار أحد الزملاء ليلتها، بينما السعوي يتناغم مع العودة ويحضران لحلقتهما ومحاور الحديث والانتقال من مرحلة إلى أخرى، ولم أجدهما يومًا قد اختلفا على شيء.
لا عيب في أن نقول: إن السعوي يقدم لنا ما يراه هو و(زميله) الدكتور العودة، ولعلكم تشاهدون لغة العيون بينهما، حتى إنهما ليتفقان في الابتسامة والتجهم، ولا أخفي عليكم بأن أحد الزملاء قال: إن السعوي هو من يسحب العودة لموضوع الحديث داخل (صندوق) الحلقة فيعرف متى ينهي الفقرة ومتى يبدأ فقرة أخرى لا علاقة لها بما سبق.
أخلص إلى القول إن السعوي مذيع لا يمكن بخسه حقه من التمكن والتحضير الممتاز لحلقته، ولن تجد لديه فراغًا في دقائق الحلقة، بل يحيلها إلى تراتبية عجيبة متناسقة مع ضيفه (الدائم)، وأفشي سرًا أن علّق أحد الزملاء بتساؤل: هل سينفصلان يومًا؟، فأجبت بأنهما لن يفعلا ذلك حتى لو تدخل (الربيعة).