طغت مجدداً على السطح القضية (الأسوأ).. التي تختفي ثم تعود.. تتلاشى ثم تبرز مرة أخرى. وأتصور أنه من الممل فعلاً.. الحديث عن الجماهيرية ومَنْ هو الأكبر والأبرز.. وهل النصر أكثر أم الهلال!!
ان مستوى تفكير بعض الرياضيين لدينا وضيق الأفق الذي يعانون منه، جعل الوسط الرياضي السعودي دون سواه في العالم العربي (أجمع).. لقمة سائغة وفرصة ثمينة لشركات الدعاية والاستفتاءات ورصد الجماهيرية.. للأندية السعودية.
دعونا نتساءل (يا سادة)..؟!
ما مصلحة (زغبي) أو ايبسوس (أو من سيأتي في المستقبل) وليعلن لنا عن اكتشافاته ودراساته بأن جمهور نادي الرياض والشباب (مثلاً) أكثر من النصر والهلال.
ولماذا نحن بالذات في دوري زين مستهدفون من أولئك.. ولماذا غاب عن ذهنهم الدوري المصري أو القطري أو الإماراتي، ليكثفوا جهودهم وإخلاصهم نحو الدوري السعودي دون سواه.
السبب ببساطة متناهية.. هو قدر متنامٍ من السذاجة والطيبة والتصديق تجعلنا نتفاعل مع ما يطرحونه علينا.
فمثلاً وبحسب وجهة نظري فالرؤية العقلانية في تعداد الجماهير النصراوية أو الهلالية تقول: انه لا يمكن رصدهما أو تحديدهما ومَنْ أكثر ومَنْ أقل، إلاّ عبر تعداد سكاني دقيق يستمر شهوراً وشهوراً.. وليس عبر قرار سريع ليعلن لنا القائمون عليه بعدها أن (الهلال) يتصدر الجميع وبفوارق مذهلة.
سمّوه الأكثر انتشاراً!
كان بالإمكان أن نقبل أو يتقبَّل المشجع العادي نتيجة استفتاء (ايبسوس) الأخير.. لو كان الفارق معقولاً وقابلاً للهضم.. كأن يكون الهلال 40 % والنصر 30 %.
أما أن يكون الهلال 41 % والنصر 15 % ....
أقول: إنه يمكن تصديق استفتاء ايبسوس لو كان مسمّى المسابقة هو: مَنْ الفريق (الأكثر شهرة) (أو سمعة) (أو انتشاراً)، ولكن أن يكون المسمّى الأكثر جماهيرية فذلك ما يستحق أن نقف طويلاً ونبتسم!!
هوامش صفراء
برزت أصوات نصراوية تطالب بتنحية الأجانب الثلاثة الجدد من الخارطة الصفراء، قياساً على المستويات التي قدموها في ثلاث مباريات فقط!!
وإلى هؤلاء نقول: إنّ ويلهامسون الهلال ورفيقه نيفيز لم يبرزا مع فريقهما إلاّ في أواخر منتصف دوري زين العام الماضي.
قذيفة نارية تصيب مدرب النصر من جماهير التعاون وخطأ فادح يرتكبه الحكم ويختلف مع مساعده حول صحة الهدف التعاوني الثاني، ولا نرى تحركاً انضباطياً من لجنة المسابقات!! في الوقت الذي نرى بياناً (مستقلاً) يطبق بحق فيجارو نتيجة مناوشات بسيطة مع أحد اللاعبين.
ما زال القريني المدير الإداري لكرة القدم يعيد أخطاءه في عدم قرار الانسحاب أمام التعاون بعد سقوط مدربه على الأرض.
ولم يستفد القريني حتى الآن من فضيحة الوصل الإماراتي وكان مفترضاً أن يكون رابحاً لو استغل الأخطاء الفاضحة التي ارتكبت ضد ناديه.
الفريق النصراوي.. هو الوحيد على مستوى فريق دوري زين الذي ليس لديه رابطة إعلامية تجمع الصحفيين والكتاب الذين يعشقونه .. أتساءل بحسرة:
ما دور إدارة العلاقات العامة في النادي إذا لم تستطيع جذب وكسب الصحافة والإعلام حولها.
أعرف عشرات الصحفيين النصراويين في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية لم يدخلوا النادي في حياتهم! ولم تفكر إدارة النادي في جذبهم نحوها.
على إدارة علاقات النصر المتخصصة في البيانات فقط، الانخراط في دورة تدريبية داخل المركز الإعلامي بنادي الشباب للاستفادة من منهجية العمل والتواصل وكيفية كسب الجميع حولها.
العلاقة الشبابية - النصراوية
حتى الآن لم أجد سبباً مقنعاً لسوء العلاقة والمناوشات شبه اليومية بين النصر كهرم عملاق ونادي الشباب (فريق الأحلام).. يقول لي أحد الخبثاء النصراويين: إنهم يكابرون ويضعون أنفسهم في خانة مساوية لنا ويقول الشبابيون.. إنّ النصراويين يودون التهامنا بالكامل ونظرتهم نحونا (دونية) ولم يقتنعوا إلى الآن أننا من فرق الكبار والكبار جداً.
ويرد النصراويون في منتدياتهم الإلكترونية قائلين:
الكبير كبير دوماً.. ولا تقارعوا جماهيريتنا بكم وأفضل لكم الاحتماء والاختباء خلف جماهير الهلال.
أتصور.. ان هذه الحساسية في العلاقات ستستمر إلى أجل طويل.. ما لم يجلس عقلاء الفريقين في طاولة الحب والصفاء وإبعاد المغرضين.
إن عملاقاً بحجم خالد البلطان وهرماً شامخاً بحجم فيصل بن تركي قادران على حسم هذه الحساسية.