في كل نهاية رمضان، تتحفنا الجهات المعنية بأخبار صحفية عن ضبط عدد من مخازن الطراطيع وعدد من باعتها المركزيين. ونكاد نجزم، بعد قراءتنا لهذه الأخبار، بأننا لن نلمح طرطوعة واحدة طيلة أيام العيد. وهذا طبعاً لا يحدث. فالطراطيع، بكل أنواعها، من الشروخ إلى عابرة القارات، نجدها تفرفر في سماءاتنا، وتفرقع طبلات آذاننا، من بعد المغرب إلى أذان الفجر، منذ أواخر رمضان وحتى نهاية أيام العيد.
ما الفائدة إذاً من كل هذه الأخبار التي نقرؤها عن اصطياد كل تجار الطراطيع وعن القضاء على باعتها المتجولين؟! هل هي لإبراء الذمة، أم لذر الرماد في العيون، أم لقول: «ترانا مسكناهم وسوينا اللي علينا، بس هَجَّوا»! ولو كنت مكان المسؤولين عن هذا الشأن، لحاولت أن أنظم المسألة، وأضع لها تراخيص وضوابط، بحيث لا نقطع رزق من يترزق من بيعها، وبحيث أيضاً نحمي أطفالنا وفتياننا من خطرها.
في بعض الأحيان، سيكون من الصعب إصدار أوامر قطعية بالمنع، لذلك، يجب علينا أن نتعامل مع المسألة على أنها أمر واقع، وأن نخفف من وطأته، حسب المستطاع. وليس من وسيلة لهذا الأمر، سوى بتوعية الأهالي عبر كافة المنابر، بخطر هذه الألعاب النارية، وبأسلم الطرق للعب بها. بمعنى آخر: «العب وأنت ساكت»!