Al Jazirah NewsPaper Sunday  05/09/2010 G Issue 13856
الأحد 26 رمضان 1431   العدد  13856
 
وداعاً أبا عبدالعزيز
أحمد بن عبدالعزيز النغيمش

 

لم يكن في علم أحد منا أن يوم الثلاثاء الرابع عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1431هـ هو آخر يوم في حياة الأخ والصديق حمد بن صالح البكيري (أبو عبدالعزيز) رحمه الله، إلا أنه كان في علم الله عز وجل يومه المقدور وأجله المحدود،

قال جل شأنه: ?إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ? (لقمان 34).

إننا ونحن ندرك أن وقع الخبر على أهلك ومحبيك كان عظيماً ومصابهم فيك جللا، وهذا شأن موت الفجأة، إلا أننا بحمد الله نؤمن بأنها مشيئة الله ولا راد لقضائه سبحانه، وندعو لك بالمغفرة والرحمة، ونرجو لك حسن الخاتمة، فقد صمت شطر الشهر وعدت قبل وفاتك بيوم من مكة معتمرا، ووصلت رحمك زائراً؛ فالله نسأل أن يجعل ذلك من عاجل البشرى ومحاسن العقبى.

عرفناك أبا عبدالعزيز باراً بوالديك واصلاً لرحمك قريباً إلى الخير بعيداً عن الشر، لا يكاد يسمع صوتك من فرط حيائك، والابتسامة لا تكاد تفارق محياك، تحتفي بأحبابك وأقربائك، وتسأل عن أحوالهم فتسر بسرورهم وتحزن لأحزانهم، ومع أنك كنت مقلا في كلامك - وهذا من فضل الله عليك - إلا أنك كنت رقيق المشاعر مرهف الإحساس ذا قلب كبير يتسع لمحبة الجميع.

إن من نعمة الله عز وجل أن ثبت قلوب والديك وأهلك وأبنائك، ولقد رأيت والدك ووالد الجميع العم صالح - متعه الله بالعافية - راضياً ومسلّماً، وعلى الرغم من ثقل المرض وشدة التعب وعظم المصيبة إلا أن الله أعانه وقواه حتى وقف على قبرك يدعو لك بكل انكسار ورقة، ولقد تأثرت بهذا المشهد لأنني أعرف كم كان قدرك عنده، وكم كانت مكانتك في قلبه، فأنت ابنه الوحيد من الذكور، وكان يسند لك القيام بكثير من الأمور، فكنت نعم الابن ونعم المعين، وإذا قضى الله أمراً فلا مرد له، والحمد لله رب العالمين.

أبشر أبا عبدالعزيز بدعوات محبيك في هذا الشهر الفضيل، ممن شهدوا الصلاة عليك، وممن تبعوك إلى المقبرة ووقفوا على قبرك يدعون لك، فنسأل الله الكريم أن يغفر لك ويرحمك، وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يربط على قلوب أهلك وأبنائك وبناتك، وأن يجعلهم صالحين بررة، وأن يوفقنا جميعا للعمل الصالح، وأن يرزقنا الاستعداد للموت وحسن الختام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد