موسى الحمد العليان علم من أعلام بلادنا في البر والإحسان والبذل في كافة أوجه الخير والنصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وهو معرفة لا يحتاج إلى تعريف ورمز من رموز الخير في بلادنا، تعرفه سواحل المملكة الغربية وقراها الجنوبية والشمالية والشرقية، يعرفه الكبار من الحكام والولاة وله علاقة قوية بهم محبة وإخلاصاً ونصحاً وصدقاً، يلهج دائماً بالدعاء لهم والثناء عليهم وزيارتهم والنصح لهم ويعرفه العلماء وطلبة العلم ويقدرهم ويقدرونه، ويعرفه الفقراء والمساكين ويكثر من مجالستهم والتودد لهم وإدخال السرور عليهم ومساعدتهم وقضاء حاجتهم سواء من ماله الخاص أو بالسعي لهم لدى أهل الخير والبر والإحسان من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأهل الإحسان في بلادنا عرفته منذ ثلاثة عقود حين تأسيس جمعية البر الخيرية في مدينة بريدة، حيث كان من الأعمدة المهمة التي قامت عليها الجمعية واستمر داعماً لها حتى آخر أيامه، حيث تعددت أوجه دعمه لها فمرة يدفع مبالغ نقدية وأخرى مواد عينية مستمرة وثالثة مبالغ على شكل قروض لراغبي الزواج مع إيقاف عقارات عليها، وهكذا جمعية تحفيظ القرآن الكريم ببريدة فقد دعمها ووقف معها كما دعم بقية الجمعيات في المنطقة. وفي جانب بناء المساجد فقد بنى عدداً كبيراً من المساجد سواء في منطقة القصيم أو خارجها، وهذا أمر اطلعت عليه وباشرته وكان -رحمه الله- يجتهد في سرية عمله وسرعة إنجاز ما يريد عمله من خير فلا يسوف أو يؤجل كحال بعض الناس الذين فاتتهم الفرص وانتقلوا من الدنيا وهم لم يعملوا شيئاً لأنفسهم.

وكان -رحمه الله- يبني بيوتاً ويسكن فيها الأرامل والأيتام هذا إلى جانب ما منّ الله به عليه من قوة التمسك في دين الله والالتزام بما كان عليه سلف الأمة وخيارها السلف الصالح، مع خلق فاضل وتواضع جم وشكر للنعم وكرم وكثرة ذكر ونصح وتوجيه وتذكير بنعم الله الكثيرة صار لي شرف مجالسته في جلسة أسبوعية مع نخبة من أعيان بريدة رحل أكثرهم إلى الدار الآخرة رحمهم الله، وبقي بقية منهم نسأل الله أن يحفظهم وأن يطيل في أعمارهم على عمل صالح وحال مرضية وأن يختم للجميع بخير.

إن فقد مثل هذا الرجل الشيخ موسى الحمد العليان يعد خسارة على البلاد والعباد لكن ليس أمامنا إلا التسليم لأمر الله والرضا بقضائه وقدره وهو قد قدم إلى رب كريم جواد وقد أسلف عملاً صالحاً يغبط عليه نسأل الله أن يحسن له ويرفع منزلته كما أحسن إلى خلقه وأن يختم لنا بخير وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.