من المحزن أن نعلم أن أكثر من مليون ونصف المليون مريض كلى حول العالم يعيشون معتمدين على الغسيل الكلوي أو بانتظار عمليات الزراعة، ومن المؤلم أنه من المتوقع أن يتضاعف العدد خلال السنوات العشر المقبلة.
وستصل تكلفة عمليات زراعة الكلى أو غسيلها لهؤلاء المرضى إلى أكثر من تريليون دولار خلال العقد المقبل، وهو ما لا يمكن أن تتحمله ميزانيات الدول النامية. وهنا تبرز الحاجة لأهمية التشخيص المبكر لأمراض الكلى من خلال تكثيف حملات التوعية الصحية، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية الكلى بوصفها عضواً مهماً وفعّالاً في جسم الإنسان، ولعل ذلك يسهم بدرجة كبيرة في خفض تعداد المرضى وتكاليف العلاج المستقبلية.
وتقوم مراكز الغسيل الكلوي في المملكة بدور فعّال في سبيل خدمة مرضى الفشل الكلوي الذين يعتمدون على التنقية الدموية والبروتونية، حيث تجاوز عدد المرضى أكثر من أحد عشر ألف مريض بزيادة 9 % سنويا؛ ما ينذر بخطر محدق، ولاسيما أن أغلبهم من الفقراء غير القادرين على نفقات الغسيل وقيمة الأدوية أو وسيلة النقل أو تكاليف الرعاية الطبية.
وبسبب الزيادة المطردة قام رجل الخير سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالتوجيه بإنشاء جمعية خيرية تهدف لخدمة مرضى الفشل الكلوي ومساعدتهم صحياً واجتماعياً ونفسياً، حيث انطلقت جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي. وتأتي أهمية هذه الجمعية من خلال تنظيم التبرعات المادية والعينية التي يقدمها أهل الخير من رجال وسيدات المجتمع لصالح مرضى الكلى للوصول إلى الاستخدام الأمثل لها والفائدة المرجوة منها المتمثلة في تأمين خدمة علاجية وطبية متميزة للمرضى.
وتقوم الجمعية بدراسة احتياجات مراكز التنقية الدموية بمستشفيات المملكة المختلفة من مستلزمات تشغيلية وطبية تمهيداً لدعمها والوقوف عند العوائق التي تواجهها وإيجاد الحلول المناسبة لها، كما أنها تقوم بإعداد خطط مستقبلية جريئة وقوية لدعم برامج التبرع بالأعضاء بما يتناسب مع الزيادة المتسارعة في أعداد مرضى الفشل الكلوي والعمل الحثيث على التثقيف الصحي والتوعية الطبية لأفراد المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ويتعدى دورها ذلك إلى رعاية البحث العلمي حول أسباب مرض الفشل الكلوي وطرق الوقاية منه والتوعية الخاصة بأمراض الكلى وزراعتها. وإضافة إلى دورها في مساعدة مرضى الفشل الكلوي المحتاجين فإنها تساهم في تأمين الأجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية بالفشل الكلوي. كما تدعم برامج التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً بالوسائل الممكنة.
وتقوم جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي بدور بارز في العمل على إيجاد آلية علمية وطبية فعالة للحد من زيادة أعداد مرضى الفشل الكلوي من خلال المعادلة التي تعتمد على التقليل من الإصابة بهذا المرض وزيادة أعداد المتبرعين بالكلى.
وقد انطلق برنامج رعاية الغسيل الدموي لمرضى الفشل الكلوي في عام 1428هـ ليخدم أكثر من سبعمائة مريض، بتكلفة سنوية قدرها ثمانين ملايين وخمسمائة ألف ريال، بواقع مائة وخمسة عشر ألف ريال لكل مريض، واثني عشر مليوناً للعمليات المصاحبة للغسيل. وتسعى الجمعية لتشمل جميع مرضى الكلى في المملكة، وهو ما يتطلب تشجيع جميع المواطنين للاهتمام بمرضى الفشل الكلوي من خلال مساندة المؤسسات الحكومية والأهلية والخيرية بإيجاد مورد مالي مستدام عن طريق التبرع الشهري الثابت مما يمكّن الجمعية من الاستمرار في علاج المرضى تماشياً مع البرامج التوسعية للجمعية في مناطق المملكة.
وهي فرصة لإزجاء الشكر الجزيل لسمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، الذي أطلعني مشكوراً على جهود الجمعية وحاجتها لمساندة المجتمع؛ فلديه تطلعات سامية، وجهود نبيلة، دافعه الحماس والتفاني في سبيل الوصول للهدف المنشود.
rogaia143@hotmail.Com
www.rogaia. Net