كثيراً ما يتحدث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن رغبة بلاده في تطوير وتنمية العلاقات مع المملكة ومع الدول العربية الأخرى كمصر والبحرين. هذه الرغبة تجد دائماً -وكلما تطرح سواء من الرئيس الإيراني أو من غيره من المسؤولين الآخرين كرئيس مجلس الشورى ووزير الخارجية الإيرانيين- تجد دائماً تجاوباً وارتياحاً سواء من الدول العربية الخليجية أو الدول العربية الأخرى، إلا أن الأفعال غير الأقوال، كما أن الدول العربية مثلها مثل الدول الأخرى لا تعرف مع من تتعامل سياسياً في إيران، هل مع الرئيس وحكومته رغم الملاحظات الكثيرة، أم مع مكتب مرشد الثورة ومستشاريه الذين يطلقون الأقوال التخوينية باتجاه قيادات الدول العربية وتنصيب مرشدهم قيماّ على العرب، وما يجب عليهم فعله، وحتى الرئيس نجاد ورئيس مجلس الشورى ووزير الخارجية لهم أقوال وتصريحات تعد تدخلاً سافراً في الشئون الداخلية العربية.. وآخرها وصف مشاركة الرئيس الفلسطيني والعاهل الأردني والرئيس المصري في مباحثات السلام الحالية والتي استؤنفت في واشنطن بالخيانة.
الذي نعرفه، ويعرفه كل من يتعاطى السياسة ويهتم بالعلاقات الدولية، أن النظام الذي لديه رغبة في تحسين علاقاته مع الدول الأخرى، أن يكون صادقاً ونظيفاً في تعامله مع تلك الدول؛ ومثلما غضبت إيران بعد تزايد نشاط المعارضة الإصلاحية واتهامها لبعض الدول بدعم المعارضة فإن الدول العربية لا يحق لها أن تغضب فقط، بل أكثر من ذلك، فإيران لا تدعم معارضة لعدم وجود معارضة أصلاً في دول تعرف كيف تتعامل مع مواطنيها بما يرضي الله ويجعل هؤلاء المواطنين داعمين لحكومات بلادهم، ولهذا فإن النظام الإيراني وب(تبجح) كبار جنرالاته والعاملين في مكاتب مرشد الثورة يعترفون بأن لهم خلايا إرهابية تنتظر التعليمات لتثير الفوضى والاضطراب داخل هذه الدول؛ ويعلم الرئيس نجاد قبل غيره أن هناك تنظيمات عسكرية مخصصة لإثارة الفوضى والتدخل في الشأن الداخلي العربي، ومنها فيلق القدس، والحرس الثوري وغيرها من التكوينات الإرهابية العسكرية.
نعم نرحب برغبة الرئيس الإيراني، وهنا في المملكة من أولى أولوياتنا توثيق العلاقات وبناء روابط أخوية صادقة مع البلدان الإسلامية؛ ولكن يجب أن تكون هذه العلاقة صادقة وواضحة وأن تستهدف منفعة المسلمين وليس الإضرار بهم ونشر الفتن والحروب.. نريد علاقة مبنية على الوضوح والصدق وفق التعاليم والأخلاق الإسلامية.
****