قد لا يكون هناك خيار آخر أمام الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلا أن يزيد من إصراره في تطوير إدارة مجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية للفشل الكلوي (كلانا) رغم الأوضاع الاقتصادية وحاجة الجمعية للأموال والناتج عن تزايد حالات الفشل الكلوي، وكما أنه ليس للأمير عبدالعزيز خيار أمام العمل الخيري لرعاية مرضى الفشل الكلوي سوى اقتطاع زمن من جدوله اليومي لإدارة الجمعية فالعمل التطوعي ليس للفائض من الوقت... الوضع تطور من عمل تطوعي يخصص له أوقات خلال الأسابيع أو الأشهر إلى ضرورة تخصيص زمن في الجدول اليومي وهو ما فرض على الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن تكون جمعية (كلانا) عملاً يومياً وساعات طويلة مع متابعة المرضى والمعاناة والعذاب المستمر لمن قدر الله عليهم الغسيل.
هذه المرحلة المتقدمة من العمل التطوعي والتي تفرض التحول إلى المتابعة اليومية والتي يخصص لها ساعات مجدولة بدلاً من الأسابيع تفرض على الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن يعيد صياغة الجمعية وفق إستراتيجية جديدة تقوم على خطط طويلة المدى وتبنى على جغرافية المملكة وتوزيع مرافق الجمعية على المناطق الإدارية للمملكة (13) منطقة... فالجمعية تقوم الآن بدور الوسيط والممول المالي للغسيل لكنها لا تباشر العلاج والإجراءات الطبية الأخرى لأن النواحي الطبية والعلاجية من مهام وزارة الصحة والقطاع الصحي إنما جمعية (كلانا) والتي أصبحت عضوا رئيسا وفاعلا في برامج الغسيل الكلوي لا تستطيع أن تتخلى عن برنامجها مقابل المطالبة بخلق فرص جديدة للحصول على تبرعات فلو أنها -أي الجمعية- سعت إلى تطوير رؤيتها ومنهجها في غسيل مرضى الفشل الكلوي من ممول مالي للغسيل إلى مقدم خدمة علاجية بإنشاء (13) مركزاً متخصصاً في الغسيل الكلوي بكل منطقة وقامت بعمل أوقاف من العقار والاستثمار توقفها على هذه المستشفيات خلال خطة طويلة الأجل تصل إلى (15) سنة تجمع الأموال من متبرعين من أهل الخير والميسورين ودعم من الدولة والقطاع الخاص بكل منطقة كما هي المشروعات الوقفية التي نفذها الملك عبدالعزيز يرحمه الله في عدد من مناطق المملكة... والأوقاف التي نفذها الملك عبدالله يحفظه الله في مكة المكرمة أوقاف الملك عبدالعزيز.. والأوقاف التي خصصها الملك عبدالله لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بجدة.. وأوقاف جامعة الملك سعود بالرياض وأوقاف أخرى عديدة تبناها أهل الخير من الأعيان والتجار والوجهاء.
يا سمو الأمير عبدالعزيز أنت تتعامل مع مرض قد لا يهمل إلا ساعات أو أيام قليلة فإذا تأخر موعد الغسيل عن ساعاته قد يؤدي إلى الوفاة لذا لا بد من الموارد والمصادر المالية الدائمة التي تشكل المحور الأساسي والمحرك لعمليات التغسيل إضافة إلى التبرعات الأخرى... إنشاء مراكز طبية للغسيل تصرف عليها أوقاف ثابتة سيؤمن الأموال المتجددة التي تجعل جمعية (كلانا) مستقرة اقتصادياً ولا تتأثر بالوضع الاقتصادي والدخولات المالية للأشخاص وتغير أساليب المتبرعين... أدرك جيداً أن تأمين وتوفير تلك الأوقاف ليس بالأمر السهل أو الهين وأن إدارتها أكثر صعوبة من توفرها لكن يا سمو الأمير أنت الآن في قلب الحدث وليس أمامك مجال للتراجع عن العمل الخيري والجمعية إن تراخت أمام الضغط الشديد من المرضى ستعرض أرواح المرضى المعلقين بالله ثم الجمعية إلى الخطر.
لذا لا بد من العمل على محورين الأول جمع التبرعات العاجلة لإنقاذ مرضى على قائمة انتظار الغسيل والآخر بناء نظام مالي دائم وثابت عبر مراكز طبية ريعها يأتي من الأوقاف.