تحليل - وليد العبد الهادي(*)

منح الثلاثي الأكثر اهتماماً في اليابان (الإنتاج الصناعي، تجارة الجملة، تجارة التجزئة) المستثمرين بعضاً من التفاؤل بشأن الطلب في القطاع الخاص، وثقة المستهلك في أمريكا استقبلت بحفاوة وتفاعل جيد، لكن بعكس ما حدث في بريطانيا والعرض النقدي في المملكة المتحدة يظهر أن السيولة ذات النفس الاستثماري العميق لم تجد حتى الآن من يمتصها ويحتويها، أما منطقة اليورو فمن الواضح جداً أن فصل الصيف أسعفها، لكن للحكم بشكل أكبر يجب الانتظار حتى نهاية العام.. ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نروي خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:

الدولار الأمريكي:

الذهب والدولار مع نهاية الأسبوع يدلان على أن شهية المخاطرة قد ترتفع قليلاً الأسبوع القادم، إذ يعانق الأول مستوى 1245 دولاراً للأونصة ويظهر عزوماً شرائية متراجعة.. أما الثاني فيقف عند 82.2 أمام سلة عملاته وبضغط من الين خصوصاً.. مشكلاً قمة يرجح أن تكون محيرة نوعاً ما لكن على الأرجح أن البيوع فيه أكثر عند هذا المستوى وأقل ما يمكن مشاهدته هو المسار الجانبي فوق مستوى 80، أما خام نايمكس فيعاني من ضغوط بين 71 و75 دولاراً للبرميل على الرغم من أن مخزونات النفط الأمريكية أظهرت ارتفاعاً بقيمة 3 ملايين برميل وهي أقل من القراءة السابقة لكن عموماً الطلب في السوق شحيح.

الإنفاق الشخصي في أمريكا ينمو على المقياس السنوي ووصل إلى نسبة نمو 1.5 في المئة بزيادة عشرة في المئة من المئة.. حتى الاستهلاك أظهر نمواً بأربعة أعشار في المئة وطبعاً المؤشر لا تدخل فيه الرهون العقارية، والخبر الأبرز والأكثر دوياً هو نمو ثقة المستهلك للشهر الحالي من 50.4 إلى 53.5.. والمزيد من السلوكيات المزعجة فوق حاجز 10 آلاف نقطة في الداو جونز.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

هناك نمطان آخران أسبوعيان يدلان على عودة قريبة لمستوى 1.30 لكن مصحوبين بعزم أضعف من المرة السابقة، وبعد أن حافظ الزوج على مستوى 1.257 ارتد مرتين من هذه المنطقة ويعتبر مستوى 1.26 أهم دعم للأسبوع القادم.

الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي

نهاية أسبوع تثير القلق بعد سيطرة البائعين من جديد ويبدو أن دعمه 1.52 هشاً لو تمت زيارته والمضاربين بدؤوا يغادرون هذا الزوج بعد أن أعطى عطاءً متميزاً هو ونظيره اليورو - دولار لكن يبقى هناك فرصة، فحتى الآن لم يختبر 1.52 بعد قمته الأخيرة.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

لو نلاحظ على الرسم البياني نجد أن الزوج اختبر عمق المياه ثلاث مرات بشكل انحداري وإن لم يتمكن من عمل ارتداد قوي من مستوى 83.6 فإن هناك قاعاً جديداً قريباً من مستوى 80.4 لكن يرجح أن يرتد من هذه المناطق لأنه هو من كبّد الدولار خسائر أكبر في آخر عشرة أيام.

اليورو

ثقة المستهلك في منطقة اليورو لا تزال تتحرك في المنطقة السالبة تعطي رؤية غير متفائلة بشأن معدلات الدخل وحالة الائتمان، لكن يبدو أن هناك ثقة متنامية تجاه قطاع الخدمات حيث غالباً ما ينشط في فصل الصيف التي وصلت إلى مستوى 7، من جهة أخرى أعلنت ألمانيا أن معدل البطالة ما زال عند 7.6 في المئة لكن مبيعات التجزئة تعاني من الانكماش ونفس الشيء في منطقة اليورو، حيث اكتفى بالوقوف عند 10 في المئة.. وهذا الأسبوع استمرار للتقلب والحيرة المزمنين في منطقة اليورو المرهقين للمستثمر.

الجنيه الإسترليني

أسعار المنازل وفق مؤشر (hometrack) في أغسطس تنمو بنسبة 1.5 في المئة بأقل وتيرة من القراءة السابقة وذلك على المقياس السنوي، وثقة المستهلك البريطاني في أغسطس تقلص انكماشها إلى 18 نقطة وهذا المؤشر يفيد في أخذ صورة عن الحالة النفسية للمستهلك تجاه الاقتصاد، ولا ننسى بأن العرض النقدي ظهر في منطقة «اللا تغير» دليل أن السيولة حائرة بين أسواق المال والأسواق الإنتاجية الحقيقية، أي لا يوجد توجه واضح وبعيد المدى بشأن القنوات الاستثمارية.

الين

الإنتاج الصناعي سنوياً لشهر يوليو تخلص من انكماش القراءة الأخيرة وأظهر نمو 0.3 في المئة، وهذا دليل تحسن في الطلب الأولي من قبل تجار الجملة والتجزئة، وطبعاً سرعان ما تم تأكيد ذلك بنمو قطاع التجزئة 0.7 في المئة عقب إعلان أرقام الإنتاج الصناعي، والأهم من ذلك هو نمو المنازل الجديدة في الإنشاء 4.3 في المئة تتعلق أكثر بقطاع الإنشاء والتشييد، وهذا يفرح المستثمر ويريحه بشأن الطلب في القطاع الخاص بشكل عام مما أعاد بعض النقاط لمؤشر (نيكاي) للأسهم في طوكيو.

* * *

(تم إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 7 صباحاً بتوقيت جرينتش)