ما يجول في خاطري اليوم هو ما أسمعه وأقرأه منذ إطلالة هذا الشهر الكريم الذي نحن اليوم في مضماره الأخير، وأتحدث عن ردود تنهال على بريدنا الإلكتروني وعلى موقع الصحيفة من اتهامات تتكرر كل رمضان بأننا محابون لفنان كوميدي ومحاربين لآخرين.
لا أزايد هنا على علاقتنا الممتازة بالجميع (على الأقل من طرفي) وجميعهم أخذوا حقهم (وأكثر) في النشر بل إننا حاولنا أن نغض الطرف عن بعض الأخطاء كي لا تزيد عند بعضهم حساسية النقد وتتأكد لديهم الشكوك. ولأنني المسؤول الأول والأخير عما ينشر هنا فإنني أقولها بصوت عال (جداً) إنني لا أميل لأحد على حساب آخر (صحفياً)، وننشر ما تمليه علينا مسؤوليتنا كصحيفة حظيت بتقدير الجميع حتى لو اختلف معنا البعض، ثم إن العلاقة الشخصية لا تعني أبداً أن أسلب هذا حقه وأعطيه لمن (أمون عليه).
لن تستطيع أن ترضي أحداً مهما فعلت، لكننا نحاول قدر الإمكان البقاء واقفين على مسافة واحدة من الجميع، لكننا لم نجرب يوماً أن نرتمي في أحضان أحد أو نكون محسوبين عليه، بل إن العكس صحيح تماماً.
مهما حاول الواحد منا لن يجمع كل الرضى، وصدقوني إننا لو كتبنا مادحين لهذا لخرج علينا من يتهمنا بتهميش ذاك، ولا أدل على ذلك إلا ما تقرأون من ردود تسعدني كثيراً حتى وإن كانت ترمي بعيداً عن هدفها. الصحافة (الدرامية) هي موسمية وقراؤها كذلك، ومع انتهاء هذا الأسبوع الذي نحن فيه سيعود الجميع إلى بياتهم الشتوي على أمل اللقاء بعد عام.
وأرجو أن تقرأوا ردود القراء هنا قبل عام لتجدوا صدق ما أقول. محبتي لكم، وللجميع، ومحبتي للمعارضين مضاعفة، راجياً منهم الهدوء قليلاً والنظر من زاوية أخرى، وأن يحاول البعض البعد عن الاتهامات التي لن ينال من ورائها سوى (ذنب) البهتان وهو في غنى عنه وبحاجة إلى الأجر.