أن يقول الأمير نايف بن عبد العزيز إن «أمراء المناطق يمثلون أعلى سلطة في الدولة ويمثلون خادم الحرمين الشريفين في مناطقهم ومسؤولين عن كل شؤون المواطنين، وأولها أمن المواطن وثانيها ما يتعلق بكل الخدمات» فور الانتهاء من ترؤسه - حفظه الله - أعمال الاجتماع السنوي السابع عشر لأمراء المناطق، فهو يقول هذا الكلام من منطلق المسؤولية والرغبة الأكيدة في مواصلة مسيرة الإصلاح الذي ينادي به خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كما أنه يعي تماما ظروف المرحلة التي يمر بها الوطن والمواطن والذي بات يعي حقوقه ويطالب بها الجهات المعنية، بل وتطرحها وسائل الإعلام السعودي من باب نقل نبض الشارع إلى صاحب القرار، وأن يأتي تفاعل الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، شفاه الله ورده إلينا سالما غانما، مع ما صدر أخيراً عن المقام السامي بإنشاء لجان إصلاح ذات البين في جميع إمارات المناطق أسوة بما لدى إمارة منطقة الرياض ومكة المكرمة، مؤكدا سموه أن ذلك جاء نتيجة النجاح الذي حققته إمارة منطقة الرياض وإمارة منطقة مكة المكرمة في هذا المجال، وعودا إلى جدول اجتماع أمراء المناطق والذي تناول عددا من الموضوعات الحيوية التي ركزت على مستوى الإنجاز في إمارات المناطق وتقديم الخدمات للمواطن والمقيم وتسهيل أمورهم، ومناقشة مختلف القضايا التنموية والخدماتية ومنها ما يحتاجه شباب الوطن وفتياته، ومشاركاتهم في الأعمال التطوعية وسبل تنظيمها وتفعيلها، وتحقيق التنمية الشاملة المتوازنة، وهنا يلمس المتابع لهذا الاجتماع السنوي الذي يهم المواطن والمقيم على حد سواء، يلمس مدى شمولية الرصد للحراك الاجتماعي، الذي يتفاعل معه المجتمعون ليبرهنوا للوطن أهمية المعالجة الشاملة لمشكلات المواطن المختلفة من خلال مثلث النجاح (الرصد + الدراسة+ الاستنساخ)، مثل ما حصل بشأن فكرة لجان إصلاح ذات البين التي بدأت في إمارة منطقة الرياض كإحدى مبادرات أميرنا المحبوب الأمير سلمان بن عبدالعزيز صاحب القلب المفتوح أمام مراجعي الإمارة، بشكل يومي يبهر كل من زاره أو التقاه، وما زرت ديوان إمارة منطقة الرياض أو دلفت إلى أحد مكاتب سموه إلا وجدت إشارة وبشارة بأسلوب إداري جديد يؤكد التميز في خدمة المراجعين أيا كانت احتياجاتهم، ولعل هذه اللجنة التي مارست عملها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأبرزت ثقافة التسامح وفضل الإصلاح بين المواطنين بمنطقة الرياض، من خلال السعي الحثيث لحل المشكلات والخلافات الأسرية والاجتماعية، بالأساليب الإنسانية بعيدا عن صخب المحاكم وضجيج أقسام الشرط، وقطعت دابر الكثير من الخلافات، لعلها أنموذجا يفتح آفاقا جديدة أمام أمانة اجتماع أمراء المناطق لتشكيل لجنة لرصد التجارب المميزة في كل إمارة ثم دراستها واستنساخها من أجل الوطن وخدمة للمواطن والمقيم.
Ibrturkia@gmail.com