ملحوظة: قد لا تكتمل الصورة عند قراءة هذه الزاوية إلا بعد قراءة سابقتها ليوم الاثنين الماضي.
يحزنني أن المستثمر السعودي كان طيلة السنين الماضية وما زال بخيلاً جدًا مع شباب وطنه لصالح العمالة الوافدة ورأس المال الخاص. الآن جلس معه على السفرة شخص آخر هو المستثمر الأجنبي الذي من شروطه أن يحصل على امتيازات كثيرة منها استيراد العمالة الأجنبية بحجة عدم توفر الكفاءات في السوق المحلي. المحصلة النهائية والمؤلمة هي أن كلا المستثمرين، الوطني والأجنبي يستوردان عمالة وافدة أمية عديمة التأهيل توظف وتدرب وتؤهل في هذا البلد على حساب أبناء البلد. كلا الطرفين السعودي والأجنبي يكذب حينما يقول: إنه يستقدم عمالة أجنبية مدربة لعدم توفر الكفاءات المهنية المحلية. الصحيح أنهما يستقدمان قوة بشرية بدنية من دون مؤهلات، أي عجينة بشرية ويحولانها خلال شهور أو سنوات قليلة إلى عمالة مدربة. الفائدة الحاصلة للأطراف الثلاثة هي سهولة التحكم في العامل الوافد من خلال عقود العمل لأنه عاطل وجائع ولعلمه أنه سوف يمارس عندنا أعمالاً إضافية في السوق السوداء هي المصدر الحقيقي لدخله ولأنه أيضًا سوف يحصل على تدريب ميداني عالي الاحتراف بالنسبة لبلاده الأصلية من خلال الممارسة في فوضى السوق السعودي فيعود إلى بلاده بعد بضع سنوات وجيبه مليان ولديه خبرة ممتازة في عدة مهن اكتسبها بالممارسة في المملكة العربية السعودية. لكن في النهاية هناك خاسر في كل الأحوال هو المواطن السعودي والمملكة العربية السعودية. كلاهما فقد الأموال الطائلة التي ضخت إلى الخارج وفقد فرص العمل والكسب الشريف لصالح العمالة الوافدة وفقد فرص التدريب الميداني كحق له وواجب على الدولة وعلى القطاع العام والخاص بينما الذي فاز بكل ذلك هو العنصر الأجنبي.
هذه المصائب مجرد أجزاء في منظومة المصائب التي جرتها علينا أسراب الجراد من العمالة الوافدة استقداما ً أو تسللاً.
تطرق الزميل المتميز يوسف المحيميد في زاويته يوم الخميس 9 رمضان 1431 هـ تحت عنوان: سعودي في جحيم البنغال إلى ما تعرض له شاب سعودي حاول البقاء على قيد الحياة في بقالته الخاصة بين بقالات الحي التي يديرها أجانب من الجنسية البنغالية.
حاصروه ومنعوا وصول البضائع إليه فنشفوا بقالته وريقه حتى اضطر إلى كسرها وبيعها عليهم والنجاة بنفسه من جحيم البنغال.
هذا الذي حصل للشاب السعودي في بقالته يحصل يوميًا مئات المرات في كل أنحاء المملكة وتصل الأمور إلى التهديد بقطع الأعناق إن لم يقتنع الطرف المنافس بقطع الأرزاق.
إنها مافيا أخطبوطية عديمة الضمير وعلى قدر كبير من الانتهازية جلبتها معها من بلادها الأصلية.
الكل يعرف أن هذه العمالة قد استولت على كل موارد الرزق في البلد ما عدا الوظائف الحكومية العليا وربنا يستر. كيف يتجرأ أي شاب ولو أرضعته أمه حليب السباع على الصمود والمنافسة في سوق عمل بهذه المواصفات الإجرامية والفوضى؟.
أعتقد أن هذه العمالة تجد لها مراكز إسناد وتسهيلات وتبادل منافع في تلافيف البيروقراطية المحلية المظلمة.
إن شبابنا لا يحصل على فرص تدريب ولا على رواتب تسد الرمق وتفتح كوة إلى المستقبل، ولا يستطيع المنافسة في سوق البيع والشراء المفتوح لأن الأجناب سوف يحاصرونه حتى يختنق ويهرب بجلده طلبًا للنجاة. قبل أن تقع الفأس في الرأس ويتجه الشباب العاطل اليائس من فرص العيش الشريف إلى التكسب من الحرام والجريمة، نظفي يا أجهزتنا الرسمية البلاد من أسراب الجراد وأحكمي الطوق على قطاع العمل العام والخاص وافتحي الأبواب كلّها لشباب الوطن لكي يثبت إما نجاحه أو فشله في أجواء عمل صحية وعادلة.