الجزيرة - الرياض
أكد طبيب أمراض الكلى السعودي د. علي اللهبي على أهمية مستوى الجودة والدقة في عمليات غسيل الكلى التي يتم إجراؤها، مشيراً إلى التطورات التقنية التي حدثت في مجال الغسيل الدموي لمرضى الفشل الكلوي والتي قلصت مشاكل الغسيل ووفرت رعاية أفضل للمرضى.
وأوضح الدكتور علي اللهبي رئيس قسم الكلى السابق في مستشفى الملك فيصل التخصصي ورئيس مراكز كيتي دوكي (KtDOQI) المتخصصة في غسيل الكلى أن معدل انتشار أمراض الكلى في المملكة طبيعي وفي حدود المعدلات العالمية في الدول المتقدمة، منوهاً في هذا الصدد بالجهود التي تبذلها جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي باعتبارها نموذجاً مثالياً للعمل الخيري وكذلك ما توفره وزارة الصحة عبر مستشفياتها الكبيرة من عناية واهتمام بمرضى الفشل الكلوي، وقال إن الله سخر سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان والدكتور عبدالله الربيعة لخدمة ورعاية مرضى الغسيل الكلوي.
وأشار الدكتور علي اللهبي في حديثه ل(الجزيرة) إلى أن أبرز أسباب الإصابة بأمراض الكلى هو مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ويمكن القول إنهما يشكلان ما نسبته 80% من أسباب الإصابة ولكن هناك أسباب عديدة أخرى قد تؤدي إلى الفشل الكلوي.
ونصح الدكتور اللهبي المصابين بأمراض الكلى بعدم الصيام نتيجة لأوضاعهم الصحية لكنه أشار إلى أن بعض المرضى يصرون على الصيام ولذلك بادرت مراكز كيتي دوكي المتخصص بغسيل الكلى إلى إجراء عمليات الغسيل فيما بعد الإفطار وربما يكون هو المركز الوحيد على مستوى المملكة الذي يعمل ليلاً.
وأشاد الدكتور اللهبي بالتعاون القائم بين مراكز كيتي دوكي (KtDOQI) والقطاعات الصحية الحكومية مشيراً إلى أن المراكز تستقبل العديد من الحالات المرضية المحولة من عدة مستشفيات حكومية رئيسة حيث تهدف المراكز إلى تقديم خدمة للمواطنين بجودة طبية عالية وتكلفة مالية في متناول الجميع قياساً بما هو قائم في العديد من المستشفيات فغسيل الكلى بالذات ودون سواه يحتاج إلى أعلى درجات الجودة والدقة فمثلا عندما تستخدم مواد عالية الجودة وفلاتر عالية الكفاءة ومكائن متطورة وطاقم طبي متخصص ومدرب يتبع الأساليب العلمية والمرجعية العالمية فإن ذلك يقلل من عناء المريض ودخوله المتكرر للمستشفى لعلاج المضاعفات التي تؤدي إلى ارتفاع التكلفة غير المنظورة. فعندما ترتفع جلسة الغسيل بمبلغ بسيط وليكن خمسين ريالا لرفع المستوى والالتزام بالمعايير وقارن ذلك بالجلسات الأقل سعرا التي لا تلتزم بالمعايير والتي تتسبب في دخول المريض إلى المستشفى لعلاج الالتهابات والمضاعفات الأخرى عدة مرات في السنة وبتكلفة لا تقل عن 20.000 ريال لكل مرة يدخل المريض فيها إلى المستشفى وأكثر ان كان ذلك في العناية المركزة. فلو حسبنا أن هناك 100 مريض ويدخلون إلى المستشفى 4 إلى 5 مرات في السنة فإن التكلفة المالية على الدولة وغيرها من المؤسسات المساندة والتأمين الصحي سوف تكون حوالي 10 ملايين ريال سعودي مقارنة بأقل من مليون للمثال الأول أي أقل من عشرة أضعاف. أضف إلى ذلك العناء الذي يتكبده المريض وأهله.
وتتميز مراكز كيتي دوكي بنظام معالجة المياه المستخدمة في الغسيل حيث تستخدم في المراكز أنابيب خاصة من نوع ال Pix وهي عبارة عن نظام علمي بمعايير عالمية مغايرة للطريقة التقليدية لتغذية المياه الداخلة إلى وحدة الغسيل حيث انه لا يسمح بتجمع البكتيريا ويمنع تشكل ال Biofilm كما تعمل الوحدة بطريقة الدائرة المغلقة المانعة لدخول البكتيريا وهي تكنولوجيا خاصة لا تسمح بمرور البكتريا والشوائب أو تراكمها كما يوجد نظام تعقيم كيميائي وحراري وهي مصنعة بالكامل في ألمانيا بأعلى جودة وتتم مراقبتها ومتابعة تحليلاتها بشكل دوري في مراكز متخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما تم تخصيص غرف خاصة للمرضى القادمون لأول مرة إلى المراكز - غير المعلوم إصابتهم بالالتهاب الكبدي من عدمه - يتم فيها عمل غسيل لهم حتى ظهور الفحوصات والتي على ضوئها يقرر الفريق الطبي هل يتم وضع هذا المريض مع المرضى العاديين في صالة الغسيل أم في صالة خاصة للعزل إذا ثبت أن لديه فيروسات معدية. ونتيجة لهذا لم تشهد مراكز كيتي دوكي حدوث أي حالة انتقال لعدوى التهاب الكبد الوبائي بين مرضاها منذ بداية العمل بها في السنين الماضية وحتى اليوم وذلك للالتزام بأعلى معايير الدقة في منع انتقال العدوى.
كما توفر المراكز بطاقة إلكترونية خاصة لكل مريض أو مريضة تحتوي على جميع المعلومات المتعلقة بهم ومواصفات الغسيل الخاصة به وهذه البطاقة الذكية هي التي تحدد كل مسارات المريض بدون أي تدخل بشري حيث إن البطاقة الإلكترونية هذه تنقل جميع المعلومات الخاصة بشكل أوتوماتيكي إلى أجهزة ومكائن الغسيل، ليجد المريض أو المريضة جميع التجهيزات متكاملة وجاهزة أمامه بكل دقة. وكل ذلك يسير عبر منظومة برنامج حاسوبي خاص بالمرض والمرضى وتاريخهم المرضي وسجلاتهم الطبية.
كما تتوافر بالمراكز غرف طوارئ خاصة ومتكاملة فيما لوحدثت أي انتكاسة فجائية للمرضى لا قدر الله، ويتم معالجتهم في غرفة الطوارئ من قبل أطباء مدربين على الإنعاش القلبي لحين نقلهم للمستشفى.
وفي بادرة إنسانية يشير الدكتور علي اللهبي إلى أن المركز لا يرفض استقبال أي حالة تستدعي خدمتها مشيراً إلى العديد من مجالات التعاون مع جمعية الأمير فهد بن سلمان وشركات التأمين المحلية والعالمية والمستشفيات الحكومية. تجدر الإشارة إلى أن الدكتور علي اللهبي يشرف على أربعة مراكز متخصصة في غسيل الكلى ضمن 20 مركزاً مماثلاً تحت الإنشاء في عدد من مدن المملكة. وترتبط المراكز الأربعة الحالية المتوفرة بالرياض بشبكة ومنظومة متكاملة عبر الحاسب الآلي. وتتوفر فيها صالات غسيل للرجال والنساء يتلقون رعاية طبية عالية الجودة بتقنيات متطورة، وتطبق عبر هذه المراكز الأنظمة والقوانين المستخدمة في الولايات المتحدة الأمريكية الأشهر على مستوى العالم، ويتم تحديثها عبر الإنترنت بشكل شهري وتضم هذه المراكز إلى جانب التجهيزات التقنية الحديثة نخبة من الكوادر الطبية المتخصصة وأطقم التمريض المؤهلة القادرة على التعامل مع جميع الحالات المرضية، وتطبيق منهجية عملية وإدارية متقنة في العمل اليومي واستقبال الحالات المرضية وعلاجها، مما أدى إلى دخول هذه المراكز في التصنيفات العالمية الشهيرة لمراكز غسيل الكلى وفي مقدمتها تصنيف (JCIA) واعتماد المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية والتصنيف الكندي.