لا أعلم سبباً يجعل جميع المنتجين السعوديين يتجهون إلى الكوميديا (رمضاناً)، ويتنافسون جميعا على شخصيات أعتبرها واحدة بلزمات تصب في خندق واحد وكان الجمهور السعودي لا يضحك إلا إذا سمع نكتة تهزأ بشكل الإنسان وطريقة حديثه.

وحين أشاهد على عجل مسلسلات عربية كوميدية أجد فرق السماء عن الأرض، وأجد بأن الكوميديا السعودية للأسف تتجه للتسطيح قدر الإمكان وكأنها تفعل ذلك بحكم الجاذبية دونما وعي بأننا مشاهدون بعين الانتقاد من خارج محيطنا.

كلنا لا شك نجوم وجميعنا للأسف نخشى النقد ونحاول تهميش زملائنا الفنانين (أتحدث بلسان أغلبهم)، وكلنا للأسف لدينا مسلسل يحظى بمباركة الجمهور، وتصلنا اتصالات التهنئة من كبار القوم وصغارهم، إننا مشهورون إلى درجة كبيرة ونجوم تضخمت لدينا عقدة ال(أنا).

(صفوا صفين قالوا نحن اثنين) هذا مثل ينطبق على حال الدراما السعودية التي أراها ما زالت واقفة عند إشارة مرورية (حمراء) ليعبر الآخرين، ولدينا عجز (شبه كامل) في الوعي وتدنٍ في الرؤية الأفقية، وأتحدث بالعموم ولا أشير لأحد بعينه، رغم ما لدينا من الإمكانيات المادية والبشرية ووسائل الإعلام، لكننا نفتقد لهويتنا، وإشارة حمراء تكدسنا حولها جميعا، فلا نكذب على أنفسنا وعليكم.