أصبحت شخصية الملتزم دينياً، بلحيته الطويلة وثوبه القصير، لازمة حتمية في كل الأعمال الدرامية، الجاد منها والكوميدي. وهذا أمر طبيعي. فهذه الشخصية موجودة على أرض الواقع، ولا بد أن تفرض نفسها، حينما يفكر كاتب أو مخرج أو منتج في نقل هذا الواقع، سواءً في رواية أو فيلم أو مسلسل. وفي أغلب الأحيان، تظهر هذه الشخصية بشكل بعيد عن الواقع، وذلك لأسباب كثيرة:
- إن الكاتب غير ملم بالشأن الديني وبالقضايا الشرعية.
- إن المخرج يتعامل مع هذه الشخصية بشكل هامشي تكميلي.
- إن الممثل الذي يتم اختياره لأدائها ليس من الصف الأول، بل من الصف الرابع أو الخامس.
ولهذه الأسباب، تظهر علينا شخصية «المطوّع» أو «المُلا» بشكل سلبي، أو على الأقل بشكل لا يؤثر في المشاهد أو القارئ، بنفس الدرجة التي يؤثر بها أبطال العمل الآخرون.
كل هذا سأتركه على جنب، لأن بعض المنتجين أو المخرجين أو النقاد سيختلفون معه. الذي لا يمكن تركه على جنب، هو أن تظهر علينا هذه الشخصية، وهي تحاول أن تصلح بين الناس، باستخدام آيات قرآنية خاطئة!! وكأنه ليس هناك مَن يراجع النصوص أو يلقي عليها نظرة، إن كانت صحيحة أو غير صحيحة. وبعد ذلك كله، يريدون من الناس أن يقتنعوا بأن هناك حركة درامية.