الأحساء - محمد النجادي:
اختلف المتحدثون في الندوة الإعلامية التي نظمها نادي الأحساء الأدبي مساء أول أمس حول المنافسة بين الصحف «الورقية» والإلكترونية» مع اتفاقهم على ضرورة المهنية والمصداقية لنجاح أو إخفاق الصحيفة سواء كانت ورقية أو إلكترونية.
وشارك في الندوة رئيس تحرير صحيفة «الأحساء نيوز» سعيد الدوسري، ومدير مكتب جريدة «الجزيرة» في الأحساء حسين بالحارث، والصحفيات فاطمة عبدالرحمن, ووفاء السعد، والكاتبة معصومة العبد الرضاء، وأدار الندوة رئيس لجنة الإعلام في أدبي الأحساء الإعلامي جعفر عمران.
وأوضح الزميل بالحارث أن الصحافة الإلكترونية جاءت ضمن تطور تقنية الاتصال في العالم، ومنذ ظهور الصحافة الإلكترونية في الفضاء السعودي فقد ترددت أسئلة حول مصير الصحافة الورقية ومَن يتقدم على مَن؟ ورأى بالحارث أن ثمة مبالغة في مثل هذا الطرح، كما اعتبر أنه من المبكر جدا الحديث عن منافسة أو مقارنة بين الإلكترونية والورقية، وأشار إلى أن للصحافة الإلكترونية مستقبلا جيدا ولكن ليس بالمفهوم والصورة الحالية السائدة في كثير من المواقع الإلكترونية.
وأشار إلى وجود نماذج ناجحة ولكن لأنها تقدم مواداً خاصة ومتميزة وتمارس فنون الصحافة المختلفة لأن القائمين عليها صحافيون جادون، وقال: إن «الإلكترونية» لا تزال في نظر الكثيرين من أصحابها قبل غيرهم مجرد مواقع للتسلية والأهواء أو لخدمة مصالح شخصية ضيقة، دون هدف أو رؤية واضحة أو فهم للمهنة، مضيفًا: أن من أسباب ضعف «الإلكترونية» هي محاكاتها ل«الورقية»، واقتصار نشاطها على الخبر والمقال بسبب اعتمادها على النسخ واللصق من الورقية ووكالات الأنباء وغيرها، كما أكد بالحارث أن الإلكترونية أضعفت موقفها كثيرا حين فقدت المصداقية بسبب بعض الممارسات البعيدة عن المهنية.
وقد خالف سعيد الدوسري هذا الطرح مؤكدا أن الكثير من الصحف الإلكترونية حققت إنجازات صحافية ومهنية مشهودة، واستطاعت أن تصنع لها مواداً صحفية متميزة وسبقاً صحفياً منذ صدورها على الشبكة العنكبوتية، رافضاً فكرة «أن تتغذى الصحافة الإلكترونية على الورقية»، وهي التي تنشر كافة المستجدات وأحداث الساعة على مدار اليوم وسرعتها في نقل الحدث بتفاصيله، فيما الصحافة الورقية تنشر الأخبار في اليوم التالي، وحينها يكون القارئ الذي يستخدم الإنترنت قد اطلع على ما حوله من أحداث، وقال إن الصحافة الورقية عاجزة بسحب البساط من تحت الصحافة الإلكترونية، وسرعة نقل الحدث أول بأول من خلال المواقع الإلكترونية، مما ساهم في تعزيز موقعها الصحافي في قلوب قرائها ومتابعيها من مختلف الشرائح والطبقات.
وقالت الزميلة فاطمة عبدالرحمن أن الصحافة الإلكترونية فرضت نفسها على الواقع الإعلامي السعودي وأتاحت فرصة كبيرة لظهور أسماء جديدة من الصحفيين والصحفيات والتعرف على الكثير من الأنشطة والفعاليات في مختلف المدن والقرى، موضحة أنها تحتاج إلى الكثير من الجهد المهني وإثبات قدرتها على تقديم مادة إعلامية متميزة لكسب ثقة مصدر الأخبار والمسؤول والقارئ.
وأشارت الكاتبة معصومة العبد الرضاء في ورقتها إلى أننا نعيش اليوم عصر العولمة وعصر الانفجار المعلوماتي على كافة مستوياته وتنوعاته ومن أهمها التواصل المباشر وغير المباشر بين المعطي والآخذ، وقد استفاد الجانب الثقافي من هذا الانفجار عبر شبكة الإنترنت، وذلك سهل التواصل والحصول على المعلومات والمشاركة فيها، وتتبع الأخبار المحلية والعالمية، فيما أكدت الزميلة وفاء السعد أنها تعلمت من الصحافة الإلكترونية مالم تستطيع الحصول عليه من صحف ورقية عملت معها.