كان لي شرف عضوية الوفد الإعلامي المرافق للفيصل العظيم في رحلته المباركة رحلة التضامن الإسلامي والتي شملت العديد من الدول الإسلامية..
وكانت أنقرة محطتها الأخيرة، ومن حراك هذه الزيارة الخيرة السياسي والإعلامي تعرفت عن قرب بشخصية السفير السعودي في أنقرة آنذاك الأخ سمير الشهابي تغمده الله برحمته الواسعة والذي غاب عنا قبل أيام قليلة، وبرزت جهود الهيئة الدبلوماسية السعودية من خلال تهيئة الأرضية المنظمة لمراحل الزيارة وأجندتها الهامة التي أفرزت العديد من المكاسب الأقليمية والدولية متمثلة بتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية للتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين الإسلاميتين تركيا والمملكة العربية السعودية، وتميزت بتحول الخطاب السياسي التركي نحو العالم الإسلامي وجاء واضحاً في الخطاب الترحيبي بشهيد القدس الفيصل الذي ألقاه الرئيس التركي آنذاك جودت صوناي معلنا ولأول مرة بأهمية التعاون الإسلامي في وحدة قراره تجاه قضاياه المصيرية، وبعد عامين من هذه الزيارة المباركة اخترت للعمل مستشاراً إعلامياً في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة وزاملت المغفور له بإذن الله السفير سمير الشهابي لأكثر من خمس سنوات خدمات وبتوجيه قيادتنا العليا في الرياض من أجل توثيق العلاقات الأخوية الطيبة بين القيادتين السعودية والتركية، والتي بلغت مستواها المميز حتى صرح الرئيس سليمان ديميريل آنذاك بنشاط السفارة السعودية وهيئتها الدبلوماسية بمستوى حركة السفارتين الأكثر عدداً الروسية والأمريكية.
اعتمد رئيس الهيئة السياسية السعودية في أنقرة آنذاك السفير سمير الشهابي اجتماعاً أسبوعياً لكافة المسؤولين في السفارة لمناقشة كافة أمور الرعايا المقيمين في تركيا وتقديم كافة الخدمات المطلوبة لإقامتهم المريحة والكريمة وبالذات الطلبة السعوديين والمرضى ومرافقيهم الذين يتلقون العلاج على نفقة الدولة في المستشفيات التركية.
كما شارك منتسبوا السفارة في الرأي والمشورة للاستئناس بها في إعداد التقرير الأسبوعي السياسي والاقتصادي الذي يمثل صورة الوضع الدبلوماسي في الدولة المضيفة.
وقد تنقل الفقيد الشهابي في مهام دبلوماسية عديدة مثّل بلادنا الغالية في الصومال وباكستان وسويسرا، وقد تحققت أمنيته الخاصة بتمثيل بلاده في الأمم المتحدة، وتم اختياره من قبل خادم الحرمين الشريفين فقيد الأمة الفهد -رحمه الله- لمنصب مندوب المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة بترشيح القيادة العليا في بلادنا الغالية للمنافسة على كرسي رئيس الهيئة العامة للأمم المتحدة عن قارة آسيا وفاز بهذا المنصب الأممي بدعم كافة دول العالم التي تحظى ولله الحمد قيادتنا المخلصة باحترام عال لديها ولمكانة المملكة العربية السعودية المميزة دولياً، وبذلك أصبح السفير السعودي سمير الشهابي أول عربي يشغل منصب رئيس هيئة المتحدة لأربعة أعوام متتالية قضاها في خدمة القضايا العالمية سياسياً واقتصادياً وإنسانياً ممثلاً للدبلوماسية السعودية التي تحظى بثقة واحترام المجتمع الدولي.
رحم الله الأخ الصديق الدبلوماسي الناجح سمير الشهابي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.