ودع الشيخ حمد محمد المرزوقي رحمه الله الدنيا بعد رحلة طويلة مع العمل والعطاء وقدم خلالها رحلة تربوية وتعليمية بدأها في حائل وأكملها في عنيزة بعد تخرجه من كلية الشريعة بالرياض فكان تعيينه في بادئ الأمر في المعهد العلمي في حائل وأمضى هناك سبع سنوات ثم انتقل إلى عنيزة حيث عمل في معهد النور للمكفوفين، حيث كان رحمه الله كفيفاً طيلة حياته ولم يكن ذلك ليعيقه عن التحرك في الحياة فقد بذل نفسه لطلب العلم وحقق فيه جانباً متميزاً من التفوّق وسجل حضوراً جاداً في زمانه الذي لم تكن فيه وسائل التعليم وطلبه سهلة أو ميسرة لكل من يسعى لتحصيله ناهيك عن وضعه الخاص ككفيف وبعده عن الأهل عند دراسته الجامعية..لقد جد الشيخ حمد المرزوقي رحمه الله في طلب العلم.. وقد تخرج علي يديه نخبة من المثقفين وممن تسنموا المسؤوليات في هذا الوطن ولعله من نافلة القول أن الشيء بالشيء يذكر فقد أوضح لي بعض الزملاء أن الشيخ حمد محمد المرزوقي -رحمه الله- يعد واحداً من خمسة رفاق جمعتهم عوامل مشتركة هم خمسة من المكفوفين عملوا جميعاً معلمين في المعهد العلمي في عنيزة هم الشيخ محمد الحنطي والشيخ عبد العزيز بن علي المساعد والشيخ علي محمد الزامل والشيخ الزغيبي وشيخنا حمد المرزوقي - رحمهم الله جميعاً- وأنزل عليهم شآبيب رحمته وغفرانه فقد كان لهم دور حاضر في قلوب الناس ولكن شيخنا حمد المرزوقي - رحمه الله- عندما انتقل من حائل إلى عنيزة عمل في معهد النور للمكفوفين ولم تتح له فرصة الانضمام لهذه الكوكبة المباركة في معهد عنيزة العلمي وهم جميعاً يتماثلون في الخيرية والجهد والبركة.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وذويه الصبر والسلوان وتغمد الله رفاقه جميعاً وأموات المسلمين أجمعين وأسكنهم فسيح جناته، سائلاً الله وفي هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك 1431هـ أن يمنّ على الجميع بالرحمة والمغفرة إنه سميع مجيب..