مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة؟ مفاوضات أوسلو وهي رحلة سلام بلا سلام، الأرض محتلة ومضى على هذا ما يزيد على ستين عاماً، إنها مفاوضات لا تلي حرباً فيها منهزم ومنتصر تكون المفاوضات نتيجة لها إلا المفاوضات على أمر معقد لقضية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم بأكمله، مستوطنات تبنى بإصرار الاستمرار وبلغ الأمر أن يحاول وفد من العدو مع حاكم أمريكا طلب الإذن بالاستمرار في بناء المستوطنات، إذن على ماذا نتفاوض!
الطرف المعتدي لن يتخلى عن بناء المستوطنات وذلك عقبة أمام أي نوع من التفاوض، قبول بناء المستوطنات إفلاس وتفليس يقابله معارضة وحياء كما أنه غير عملي مع قيام دولة حاول أبناؤها الصبر والنضال والسياسة.
وجانب آخر أن بقية الفصائل غير موافقة على مثل هذه المفاوضات، فأي حل مفترض مع العدو سيخلق ظروفاً مناسبة لانفجار فلسطيني - فلسطيني، أنا وأمثالي نقول بهذا دون أن نقدم حلاً، وهذا أمر يؤخذ بالاعتبار، فهو تعبير عن الحيرة والتردد إن لم يكن ضياعاً في وسط حلول مستحيلة، فما نتمناه لن يحدث لغياب العدل والفهم الصحيح على مستوى العالم، وأي حل يتنافى مع الأماني حل ناقص سيولد مشوهاً كثير العيوب على افتراض إمكانية الحل، إنه جهد ومجهود لن يأتي بنتائج كما اعتدنا من العدو ومن وراءه، ووفق معادلة التاريخ لكل اغتصاب يقع على الأرض تلك المعادلة التي تقول: الأطراف في حالة تضاد وبحسابات مستقبلية فإنّ ما يرضي العدو مرفوض عربياً، والعكس صحيح.
إنها القضية الأولى التي يراها العالم ويؤكد ذلك الواقع لأنها قضية معقدة، والحلول من حولها مشذرمة يستحيل القبول بها، وقبول أي حل عبث سياسي واضح، وتأتي هذه المفاوضات وحضورها شاهد على قضية وطنية من الدرجة الأولى بامتياز، وأعني بذلك الخلاف بين فتح وحماس، وكان الأولى أن ينصب الجهد على الداخل وتسوية أموره.
إن السؤال الذي يلح، على ماذا نتفاوض بعد أن تفاوضنا على الكثير؟
وقبل ذلك وجب الإقرار بأننا نلح في طلب السلام بصدق يكذبه عدونا المبين، ومع الأسف أننا سنتفاوض وأوراقنا مكشوفة ونقاط الضعف مانعة حاجبة لكل أمل ولا سيما أن الأخ نتنياهو لا يريد أن يكون ذي سيئة أمام مواطنيه.