اقتران الأقوال إلى أفعال سمةٌ عُرفتْ بها المملكة العربية السعودية وقياداتها منذ إنشائها، فعلى مدى تاريخها الطويل اعتادت الدول والدوائر السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية أن تتعامل مع الأحاديث السعودية وما يقوله المسؤولون السعوديون كوثائق مصدقة لا تقبل التراجع. فكثيرٌ من الالتزامات المهمة وَجدتْ التنفيذَ الصادق والأمين لمجرد وعدٍ وقول صُدر عن مسؤول سعودي، من خادم الحرمين الشريفين إلى باقي أضلاع القيادة، وصولاً للوزراء والسفراء. فالكلمة السعودية يتبعُها فعلٌ.. فهكذا تتعامل القيادات والدول مع المملكة، وهو ما تأكَّدَ جلياً فيما اتخذتْه ووَجهتْ به قيادة المملكة بدءاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى أبسط متطوع إغاثة في التعامل مع المِحنة التي يتعرض لها الشعب الباكستاني الشقيق.
المملكة العربية السعودية وقيادتها كانت لها المبادرة والسبق في إغاثة الأشقاء وقَرَنَتْ قيادتُها وشعبُها القولَ بالعمل. فقد تضامَنتْ الدولة والمواطنون في تقديم المساعدات وجمع التبرعات التي لا تزال تتواصل. كما أنَّ المملكة واحدة من الدول القليلة جداً التي أقامت جسر إغاثة ينقلُ المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية للأشقاء الباكستانيين بطائرات تقلعُ يومياً، وتهبطُ في المناطق المتضررة.
أكثر من ذلك، جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإقامة مستشفيين ميدانيين في المنطقتين الأكثر تضرراً في إقليمي السند والبنجاب، وإرسال فريق إنقاذ سعودي متدرب ومتخصص.
هذه المواقف التي اتخذتْها المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين ترجمةٌ لإنسانيةِ مَلِكٍ وإنسانية وطن.. وشعب يعرف معنى قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
****