السابع والعشرون من مارس الراهن، السبت الحادي عشر من ربيعنا الثاني، سيكون يوم الأرض، إذ تَحِدُّ كبريات المدن في اثنتين وتسعين مدينة، ومعالمها احتجاباً عن النور، تلبس في ليلتها تلك ظلاماً لمدة ساعة، رأفة بالأرض وسكانها، من هيمنة منجزات إنسانها، ولهاثه للرفاه بدعوى التحضر، وهو يخنق الأرض احتباساً حرارياً، يقلص من فأل المعاش الرغد، ويفتك بسلامة الأجساد، بل يفتك بالأمضى في عجينة حياته.
أستراليا، البعيدة الصامتة المتقافزة فكرت قبل أعوام ثلاثة، وابتدأت ساعة الاحتجاج، وكأن ساعة واحدة تكفي الأرض اغتسالاً من مخلفات نكبات الإنسان فيها!.
غير أن المشاركة في الساعة التي وسمت بساعة الأرض، تعدُّ مؤشر وعي، بمخاطر ما آلت إليه وسيلة النور، فكيف بمعاول الظلام؟ ومع ذلك، فالركب يمضي، والأرض تبسط أريحيتها لإنسانها.
ألا ليت الرياض التي ستشارك بساعة من أجل الأرض، أن تبادر ببلاسم أخرى، يبادر بالتفكير فيها النبلاء في مواكب التطوير، ولتكن على سبيل القول, باستنان تخفيض الاستهلاك، لكل ما له عائد، من شأنه أن يلوث البيئة، مثل مستهلكات العطور، والمنظفات، وحرائق النفايات، وأبخرة المصانع، والنافذ من أكسير محطات الوقود، و... و... والتبريد، وعوادم الحافلات والمركبات الصغيرة والكبيرة، بتقليص استيرادها الذي فتحت الأسواق له صدورها على أوسع رحابة، وبتقييد استخدامها، وبالتوعية بمثالبها وآثارها، وبجعل العاصمة, المدينة المثلى في التحضر الواعي.. لتمنح الأرض ساعات من السلامة، لا ساعة كما يفعلون..!.