سيدني (ا ف ب):
باشر الزعيمان السياسيان الأستراليان أمس الاثنين مساومات صعبة مع عدد ضئيل من النواب المستقلين لتشكيل حكومة جديدة بعد تعادلهما في انتخابات ستنتج على ما يبدو مجلس نواب مشلولا لم تعرف أستراليا مثيلا له منذ 70 عاما. وتوجهت رئيسة الوزراء جوليا غيلارد، التي تعرضت لانتكاسة في الانتخابات، وزعيم المعارضة توني ابوت، إلى كانبيرا حيث سيلتقيان النواب المستقلين الثلاثة الذين سيقررون أيا من الحزبين سيتولى الحكم. وسيجري «صانعو الملوك» الثلاثة بوب كاتر وتوني ويندسور وروب اوكشوت، الذين كانوا في الماضي على صلة بالمحافظين الأستراليين، محادثات بعدما تعهدوا بالوقوف جنباً إلى جنب لتشكيل حكومة مستقرة. وقال ويندسور متحدثا لشبكة إيه بي سي العامة «يمكننا نحن الثلاثة (...) أن نجعل العملية تنجح». وتابع « إذا تخلى الحزبان الرئيسيان في الواقع عن هذه الخصومة التي استمرت طوال الحملة الانتخابية، ونظرا إلى المصلحة الوطنية خلف ذلك، (...) فسوف نتمكن من الخروج بأمر ناجح». وأثارت الانتخابات التي جرت الأحد بلبلة سياسية غير معهودة في أستراليا المعروفة باستقرارها والتي لم يسبق أن عرفت مجلس نواب مشلولا منذ 1940 وكشفت عملية الاقتراع عن الطابع الاستثنائي للتطورات السياسية الأخيرة بعدما أقصت غيلارد رئيس الوزراء المنتخب كيفن راد في حزيران/يونيو من رئاسة حزب العمل وتاليا من رئاسة الحكومة، مثيرة صدمة بين الناخبين الـ14 مليونا في هذا البلد، ما انعكس عليها تراجعا في صناديق الاقتراع.