لم تكن للمساجد في القرن الثالث عشر وما قبله إدارة تعتني بها أو تصرف عليها بل كانت تعتمد على ما يوقف عليها من عقارات تدر عليها وتوفر المصاريف التي تحتاجها المساجد من مستحقات للإمام والمؤذن أو ما قد يتطلبه المسجد من صيانة أو بناء، ومثل ذلك ما يقدمه هذا المسجد من تفطير للصائمين في شهر رمضان المبارك. وسوف أورد لك أيها القارئ الكريم وثيقة تؤكد هذا المفهوم، حيث جاء في نص هذا الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم
يعلم الناظر إليه والواقف عليه بأنه علي بن حمد آل موسى وقف ملكه المعروف في خضار المسمى « الركية « وما يتبعها من الأرض غمرة لله تعالى وقفا منجزا ويجعل ريعه أنصافا نصفا على الصوام الذي يختارهم الولي، والنصف الآخر على المؤذنين والأئمة المستحقين، فإن حدثت مسغبة على الخلق فتصرف لليتم ونظر الولي فيما يراه مصلحة، وأكثر ثوابا مقربا على نظري والولي على وقفتي هذه وتصريفه علي بن إبراهيم الشثري وله أن يولي عليه من يختاره، ولكل ولي بعد ان يولي بعده ولا لأحد من أقاربي أن يتعرضها فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذي يبدلونه، إن الله سميع عليم.. شهد على ذلك حمد بن محمد الشثري وعبد الله بن صالح، وشهد كاتبه صالح بن محمد الشثري، حرر في ذي القعدة 1293 هـ نقلته من أصله حرفا بحرف من غير زيادة أو نقصان خشية تلف ورقة الأصل وذلك بأمر والدي ابن عبدالرحمن الفارس.
و تحرير النقل شوال 1371 هـ بسم الله الرحمن الرحيم، النقل المذكور أعلاه صحيح ثابت لمقابلته الأصل حتى لا يخفي قاله ممليه قاضي الحوطة وحرره من أملاه ابنه عبدالعزيز مصليا على نبيه محمد
الحمد لله وحده وبعد فقد أمرت نقل ما هو مسطر بعاليه وقد قوبل على أصله فصار مقابل له قاله ممليه رئيس محكمه الحوطة صالح ابن هليل. عليه ختمه
هذا نص الوثيقة، والواقف على بن حمد آل موسى لم أجد له ترجمة، والولي على الوقف الشيخ علي بن إبراهيم الشثري من العلماء، ووالده الشيخ إبراهيم بن حمد من العلماء المعروفين بالكرم والثراء وهو الجد الخامس لمعالي الشيخ ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي، وكاتب الوثيقة الشيخ صالح بن محمد الشثري من العلماء المشهورين في ذلك العصر، وله عدة مؤلفات منها: (كتاب تأييد الملك المنان) في العقيدة، وكتاب في (علم الحرث على حساب الشثور) والعقار الموقوف المزرعة المسماة بالركية في خضار منطقة معروفة تسمى الحفيري للشيخ عبدالرحمن بن حسن الشثري وذكره للشيخ زيد بن عبدالعزيز طالب حيث قال إنه في عهد الملك فهد رحمه الله أن الأمير إبراهيم آل إبراهيم أمير الباحة، وجد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز من قبل الأم قال: فلما مررنا على مزرعة الحفيري وجدها مزرعة وغروس يانعة والناس يردون إليها ويصدرون بكل خير فقال الأمير إبراهيم للشيخ زيد لمن هذه المزرعة فأجابه لرجل من الشثور فقال الأمير إبراهيم: إن الشثور مثل الشجرة المورقة إن استظللت بها أظلتك وأن أكلت منها أشبعتك.
والشيخ زيد آل طالب على قيد الحياة متعه الله بالصحة والعافية، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.