بعد واحدٍ وعشرين شهراً يعود الفلسطينيون والإسرائيليون للتفاوض المباشر الذي توقّف منذ كانون الأول «ديسمبر» عام 2008م، ويستأنف في الثاني من أيلول «سبتمبر» حسب الدعوات التي وجّهتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اللذين سيشاركهما أولى جلسات التفاوض العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك، وطبعاً الرئيس الأمريكي أوباما ومبعوث اللجنة الرباعية توني بلير.
احتفال استعراضي، عزّز بحضور إقليمي ودولي لتعزيز ثقة الفلسطينيين الذين يشعرون بأنهم أُجبروا على العودة إلى المفاوضات المباشرة دون «مرجعية»، وأنهم سيواجهون «لاءات» نتانياهو المستمر في تنفيذ مشاريع الاستيطان، والممعن في إيذاء المقدسيين.
المفاوضات المباشرة تُستأنف من دون شروط مسبقة مثلما أشارت كلينتون في إعلانها عن موعد المفاوضات، إلاّ أنها حدّدت 12 شهراً كسقف زمني ينتهي بالاتفاق على دولة فلسطينية.. ومشاركة العاهل الأردني والرئيس المصري في جلسة الافتتاح تعطي ضمانة وتعزيزاً للمطالب الفلسطينية، كما أنّ مشاركة مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير، تعزز بيان اللجنة وبياناتها السابقة حول ما يجب فعله لتحقيق السلام في الشرق الأوسط ومن خلال تسوية عادلة مبنية على أساس قيام الدولتين، وأن يحصل الفلسطينيون على دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل وعلى حدود 4 حزيران من عام 1967م.
مشاركة اللجنة الدولية الرباعية والزعيمين العربيين وحتى الداعي الرئيس الأمريكي أوباما، يلغي كلّ ما ذكر عن زوبعة نتانياهو الذي يطلب تأكيداً على أنّ المفاوضات تستأنف دون شروط مسبقة..!!، إذ إنه وبرغم مجاراة كلينتون له وقولها أن تتم المفاوضات دون شروط مسبقة، إلاّ أنّ الواقع ونوعية المشاركين وتحديد سقف الاجتماعات، وما يجب أن تصل إليه جميعها شروط مسبقة لابد وأن تفرض على الإسرائيليين، وإلاّ فلا معنى لوجود زعيمين عربيين لهما ثقلهما ولبلديهما إنْ لم يكن لوجودهما التأثير الكبير على ما سيبحث وما يتخذ من إجراءات، ولا معنى أيضاً من وجود أوباما ودعوته، وتعنُّت نتانياهو وعدم تجاوبه مع السياق العام للتفاوض مع ما يجب أن تصل إليه المفاوضات المباشرة، يعني إجهاضاً لجهود أوباما وتحدياً لأمريكا قبل أن نقول استهانة بالفلسطينيين وبالمشاركين الآخرين.
***